لم تكن أحوال الرياضة المغربية في سنة 2014 عند أفق انتظار المغاربة، لقد كانت سنة رياضية باهتة بكل المقاييس، وفي مختلف الأنواع الرياضية، فلا نكاد نذكر أن هناك نتائج إيجابية تحققت يمكن أن تشكل فخرا لنا، وخصوصا في الرياضات التي لديها شعبية كبيرة. في كرة القدم، عشنا النكسة تلو الأخرى، بل إن حتى كأس إفريقيا للأمم التي كان سيحتضنها المغرب، وكان الجمهور الرياضي المغربي يعول عليها ليعيش أجواء احتفالية، قدم المغرب طلبا لتأجيلها إلى يناير من سنة 2016، قبل أن يرد الاتحاد الإفريقي بقوة ويقرر سحبها من المغرب ومنحها إلى غينيا الاستوائية في آخر لحظة، ليجد المنتخب الوطني نفسه بين مطرقة الغياب عن حدث قاري ظل يراهن عليه ليعلن عن انطلاقته من جديد، وبين سندان عقوبات «الكاف» التي قد تعيدنا مرة أخرى إلى الخلف. ولأن المصائب لا تأتي منفردة، فإن كأس العالم للأندية في نسختها الثانية التي راهن عليها المغرب ليبعث رسائل للعالم على أنه أصبح قوة تنظيمية ويحصل على بعض الإشعاع، سرعان ما تحولت إلى «شوهة» كبرى بعد فضيحة «كراطة» الوزير محمد أوزين وتحول ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط إلى مسبح أولمبي، مما جعل صورة المغرب تهتز، خصوصا وأن صور الملعب والمياه تجتاح عشبه جابت العالم طولا وعرضا، وأثارت زوبعة مازالت نهايتها لم تكتب بعد. في ألعاب القوى، ليس هناك إنجاز يمكن الافتخار به، فهذه الرياضة مازالت تواصل تراجعها إلى الخلف، دون أن يلوح في الأفق أي تغيير محتمل يضع هذه الرياضة على السكة الصحيحة، لذلك، فإن حدثها الأبرز كان هو وفاة العداءة العالمية السابقة فاطمة عوام، التي «نجحت» وهي توارى الثرى في جمع أسرة ألعاب القوى المشتتة. في بقية الرياضات الجماعية، عاشت كرة اليد موسما أبيضا، بل إن رئيس هذه الجامعة شبه بطولة كرة اليد المغربية ببطولات الأحياء. في كرة السلة، يكاد فريق جمعية سلا يشكل الاستثناء، ذلك أنه أوجد لنفسه مكانة على الصعيد العربي، لكن على العموم فإن وضعية هذه الرياضة مازالت في مكانها، دون أن ترفع السقف عاليا. لقد كانت سنة 2014 سنة الفضائح الرياضية بامتياز، ولعلنا مرة أخرى سنأمل أن تكون سنة 2015 أفضل من سابقتها، لكن للأسف الشديد، فإن الواقع لا يبعث على الأمل، ذلك أنه ليست هناك خارطة طريق للنهوض بالرياضة المغربية ونفض الغبار عنها، ذلك أننا نرى جعجعة ولا نرى طحينا. كل يوم وأنتم بألف خير.