في خطوة ستثير الكثير من ردود الفعل لدى الرباط، منحت لجنة العدل في مجلس النواب الإسباني، الغرفة السفلى في البرلمان، الضوء الأخضر بالإجماع لمبادرة أطلقتها كتلة «كومبروميس»، وهي كتلة نيابية تنتمِي لأوطونومية بلنسية، للاعتراف بالصحراءِ كتراب مرتبط تاريخيا بإسبانيا. وبذلك، تسمح المبادرة الجديدة لسكان الصحراء بحمل الجنسية الإسبانية بعد سنتين فقط من الإقامة في الجارة الشمالية. وتتيح المبادرة المفاجئة، التي تأتي قبل ساعات فقط من تقديم بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، تقريره السنوي حول قضية الصحراء المغربية، لسكان الصحراء امتيازات معينة، ضمنها تسهيلات تتعلق بالحصول على الجنسية الإسبانية، وهو الإجراء الذي سبق لإسبانيا أن طبقته على بعض دول أمريكا الجنوبية التي سبق لها أن احتلتها. وتحتاج المبادرة الجديدة إلى توافقات بين التكتلات السياسية الممثلة في البرلمان قبل التأشير عليها بشكل نهائي من طرف البرلمانيين الإسبان. وإلى حدود الآن، ليست ثمة أي ملامح تحدد بشكل واضح كيفية تنزيل هذا القانون أو طريقة الحصول على الامتيازات التي يسمح بها، بيد أن مجرد اعتبار «الصحراء ترابا متصلا تاريخيا بإسبانيا» سيثير حفيظة المغرب. واستنادا إلى مصادر «المساء»، فإن التقليد الإسباني في تعامله مع الصحراء المغربية والمواطنين هناك يقوم دائما على تقديم تسهيلات، غير أن تقديم مقترح قانون في هذه الظرفية يطرح الكثير من علامات الاستفهام.