قدر ناس العدالة والتنمية أن يصبحوا هكذا ... حراسا للسر والإبداع القصري ... سواء أراد نيني أوكره ... والذي لا يبدع ... لا يلتفت إليه ... ومن ينكر ما أنجز خلال السنوات العشر الأخيرة ... يبقى واحد من ثلاثة ... متعامي جاحد ... سياسي مستعجل ... أو قاطع صلة بالمدينة غير متسوق ... والذي يحب القصر حقا ... عليه أن يتخلص من شوفينيته ... ولا يبخس عمل الآخرين ... ويقبل أن العمل الطيب لا يمكن أن ينسب إلا لأهله ... وإلا فهو العبث ... فإذا كان شرعا ومشروعا أن يكون للمرء أجندته الخاصة ... والتي في علم السياسة ليست سوى انتظار النوبة ... آمولة نوبة ... والحق في تسلم السلطة ... وتداولها ...فإن الأمر في جانبه الآخر ... لا يسمح بتجريد الناس من صنيع عملها ... وإتقانه ... وخطأ الفريق السياسى المسير للمدينة في الحالة مبني للمجهول ... ولا ذنب له فيه ... بل فقط أنه جاء ... وعمل ... وأتقن ... وطول ... وعيل صبر السياسي الطامح ... فشاهد ... واستعجل ... واستنبط مواطن الخطأ ... وبحث عنها ... فعزت ... فاسود منظاره ... فأظلم ... وفي الظلام ... طبيعي أن لا ترى إلا الظلام ... ويتعصى حتى نصف الكأس العامر ... ويبقى المواطن العادي ... الذي لا يهمه ... ويبقى الملاحظ المحايد مثلي ... غير المتعجل ... يجمعهما قاسم مشترك ... تغير الحال للأحسن سواء بالفريق الفائز أو الرديف ... وما أنجز ... يحسه الأول في تحسن أحواله ... ويلمسه الثاني في رصده وتجواله ... وحال القصر لا يمكن تجاهله ... إن أنت قارنته ... على مستوى البنى المضافة ... والقيم الملموسة ... تبليطا وتنميطا ... مثاقفة ورياضة ... وتجويدا وتنويعا للخدمات ... تحسها في العديد من المستويات ... كما تعدمها في أخرى فتطلب المزيد ... أمنا وتنظيما وشغلا وصحة ... وتجزم أنها لم تكن أصلا في مناحي ...وأنها على الأقل أصبحت أحسن مما كانت ... ولا تعفيك الحيادية ... فتنتقد ... وترصد ... ولا تتمنى إلا زيادة الجودة ... ورفع سرعة المسير ... للدرجة التي لا تجعلها تقتل ... أو تجعل السائق يمل السياقة ... ويكفر بها ... ويغتم ... ويتألم ... ولقد شعرت بهذا الإحساس وآلمني كثيرا وأنا شبه المجرب ... وأعرف قساوة أن يشعر السائق بذات الحرج ... وأنه اغتيب في حقه ... وفي القصراختلط الحابل ... بالأجندات الموقوتة ... وسقطنا من حيث لا ندري بنقدنا البرئ في فخ السياسي المحتال المتعجل ... الذي لا يهمه أن يتحول الفرح قرحا ... لتعبيد الطريق نحو السلطة ... بعد أن غاب عندنا السياسي الذكي ... العارف ... بأن التداول لا يتأتى هكذا عبثا ... كما قال شوقي في رائعته ... وكان بيانه للهدى سبلا .......... وكانت خيله للحق غابا ... وعلمنا بناء المجد حتى ......... أخذنا إمرة الأرض اغتصابا وما نيل المطالب بالتمني ............ ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وما استعصى على قوم منال ........ إذ الإقدام كان لهم ركابا علينا أن نعرف أن فريقا وجمعية محلية أبدعت يوما ... سواء كان القرني أوغيره ... وأن الساكنة تفاعلت وحضرت وأعجبت ... من دون رياء أو أجندة ... بعفويتها وفوضاها الصغيرة ... وأن هناك فريقا سياسيا يسير المدينة ... قد رفع العارضة عاليا ... كما لم يحدث يوما ... فمنعها على الطامحين المتعجلين ... الذين أخالهم سينتظرون طويلا ... فلا تأكلوا ... يا سادتي المعارضين... الحص بأضراسنا دوما ... وأزيحوا عصاكم جانبا ... إن كانت لكم فيها مآرب أخرى ... فلسنا مجرد رعايا ... أو غنم تهشوا علينا ... لننزاح ... فيتبين لكم ... بياض خيط الطريق المعبد من الأسود ... فتختصروا المسافة نحو السلطة أو تخالون ... أبدعوا طرقا جديدة ... واقنعونا إذا قدرتم ... فإذا كان لكم شرع التداول في السلطة فاقصدوها كود ... واتركوا لنا حق الإعجاب كما الانتقاد ... يجمعنا الأحسن والمتأتي إذا اردتم ... وتفرقنا السياسة السوداء إذا تمنعتم ... وأقول ... أسأتم أنتم بسوء نية ... وانتقدنا ... كالعادة ... بحسنها ... لنضحك نحن مع الجميع سويا ... وبشهية ... وتغتموا أنتم بأسية ... فتسبوا أنتم الملة والبرية ... ونشكر نحن الجمعية ... لتحصد ثمار ما قدمت وأقدمت ... وليكن حتى ثمارا سياسيا ... فما المانع ... و لتحضر لنا من فضلها من كان ... حتى ولو كان علي جمعة ... فستمتلئ المدرجات متعة ... المهم أن لا يشبعه رواد رابعة ... طرشا مبرحا في القاعة الضاوية السنية ...