كشف عدنان إبراهيم، الخطيب، والمفكر الإسلامي، المثير للجدل بسبب اجتهاداته الدينية، ما جرى له في المغرب، حيث اضطر إلى العودة إلى بلد إقامته في جمهورية النمسا، بعد أربعة أيام فقط من حلوله في المملكة، دون أن يتمكن من إلقاء أي محاضرة، بعدما كان قد أعلن عن ذلك في وقت سابق. وأكد إبراهيم، في بيان له، أنه تلقى دعوة رسمية عن طريق سفارة المغرب في فيينا في النمسا، لحضور الدروس الحسنية، والمشاركة فيها بإلقاء بعض المحاضرات الدينية، والعلمية، التي يتم تنظيمها ببعض المساجد، والمعاهد، والجامعات، موازاة مع الدروس الحسنية. وأبرز أنه بمجرد إعلان وصوله إلى المغرب، وترتيب إلقائه بعض المحاضرات، والدروس، "انبعث أنفار من رؤوس المتطرفين يتصايحون صياحا منكرا، ملؤه السباب المقذع، والكذب الوقاح، منكرين دعوته، ومحاسبة المسؤولين عنها، وإلغاء ترتيب برنامجه"، حسب قوله. واعتبر عدنان إبراهيم، أن مهاجميه "متطرفون كما يعلم عموم الشعب المغربي، وشاذون كمّا وكيفا عن الخط العام في المغرب، المعروف باتسامه بالوسطية والاعتدال، فهم لا يشكلون إلا أقلية منبوذة من الشعب، الذي لا يعرف البغضاء والتطرف، ولا يحسن لغة التكفير والإرهاب"، على حد تعبيره. وأوضح المتحدث نفسه أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ألغت برنامج محاضراته، حسب ما أخبره به كبار المسؤولين، الذين زاروه في إقامته، وأشار إلى أنه لم يبد أيما اعتراض، أو امتعاض، "بل على العكس أبديت، على عادتي تفهمي، وتقبلي"، يقول عدنان. وذكر عدنان إبراهيم أن أحمد الوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، لم يشأ أن يتطرق إلى مسألة إلغاء ترتيب زيارته إلى المغرب، في اللقاء، الذي جمعه به في مكتبه، "وآثرتُ بدوري ألاّ أحرجه بالسؤال عن سبب التغيير الحاصل، ففي النهاية يبقى تقدير الأمر من شتى وجوهه، موكولا إلى الوزارة، وأهل البيت أدرى بالذي فيه". وفي السياق ذاته، أورد عدنان أنه لم يشأ أن يلبي أي دعوة لإلقاء محاضرات خارج ترتيب الوزارة، وقال: "لأني رأيت أن هذا مما لا يليق، لأن زيارتي برمتها كانت على ذمة الوزارة، ثم عزمتُ أمري على أن أقطعها، لإرتفاع غرضها الرئيس، وهو حضوري لدرس حسني ألقته سيدة سودانية فاضلة، في حضرة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، رغم إلحاح المسؤولين عليّ في البقاء، واغتنام الفرصة بالتعرف على مدن المغرب، ومعالمه الكبرى"، يضيف عدنان إبراهيم. ولم يفوت المفكر ذاته أن يقدم شكره للمغاربة، وقال: "لقيت جما غفيراً من الأحباب المغاربة، الذين تربطني بهم رابطة خاصة، فللمغاربة في قلبي منزلة حب كبير، وتقدير عال، مذ عرفتهم واتصل حبلي بهم، هنا في أوربا، وذلك لما يتمتعون به من صفاء وذكاء، وصدق ونقاء، وتواضع وتهذيب". ولم تتوقف التفاعلات المتضادة، منذ حلول عدنان إبراهيم، الخطيب والمفكر الإسلامي، المثير للجدل، بسبب اجتهاداته الدينية، بالعاصمة الرباط، يوم الجمعة الماضية، بين جماعات السلفية، التي التأمت لمنعه وطرده، وتيارات التنوير، التي تدافع عنه، وتدعو إلى احترام حريات التعبير، والاختلاف.