لمالموساوي العجلاوي خبير في العلاقات الدولية بعد دعم السعودية الملف الأمريكي لتنظيم مونديال 2026، بعث المغرب عددا من الرسائل اللافتة: اتصال هاتفي من الملك محمد السادس بأمير قطر، مقاطعة اجتماع مبرمج بالسعودية، وتصريحات رسمية تتحدث عن «الخيانة». كيف تقرؤون هذه الإشارات؟ أعتقد أن التصرف الصادر عن هيئة رياضية سعودية لا تحمل طابعا سياسيا، بالرغم من استنادها إلى مراكز القرار، لا يجب ربطه بالعلاقات السياسية بين المغرب والخليج. فلو كان الأمر إجماعا عربيا، لما خرجت مصر من دائرة الدول المصوتة للملف الأمريكي، لتصوت لصالح المغرب. لهذا السبب يجب أن نميز بين ما هو رياضي وبين العلاقات الاستراتيجية التي تجمع المغرب بدول الخليج. هذه العلاقات قد تؤثر فيها مرحليا مثل هذه القرارات، لكنها لن تغير وجه هذه العلاقات بشكل كبير. لكن السعودية لم تصوت فحسب للملف الأمريكي، بل حشدت له الدعم، وضغطت على دول خليجية حليفة لها لاستمالة أصواتها لصالح واشنطن؟ صحيح، لكن ليست السعودية هي التي ضغطت في هذا الاتجاه، بل تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة. هل تظنون أن آل الشيخ، وهو مستشار في الديوان الملكي السعودي، يتحرك بقرارات فردية؟ لا أعتقد ذلك. بطبيعة الحال هو يستند إلى مراكز القرار، وموقفه من الملف المغربي هو سعي إلى نيل رضا الولاياتالمتحدةالأمريكية. يفهم من كلامكم أن الكرة لن تفسد علاقات المغرب بدول الخليج؟ لا أعقد ذلك. صحيح أنها قد تؤثر مرحليا، وقد تكون هناك ضربات تحت الحزام هنا وهناك، لكن، استراتيجيا، ليس هناك تأثير في العلاقات. فالعلاقات العربية-العربية تعرف دائما مثل هذه التوترات. الموقف الرسمي يبدو أنه كان ناضجا، ولم يسقط في ردود فعل قد تؤثر على هذه المصالح الاستراتيجية، باستثناء تصريح جاء على لسان وزير مغربي (يقصد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، الذي وصف هذا الأمر بالخيانة). كيف تتوقع أن يجري التعامل مع هذه «الأزمة» من قبل الأنظمة الخليجية؟ الكرة الآن في مرمى السعودية، فهل ستكون هناك بادرة لبث الاطمئنان في صفوف الرأي العام المغربي، كدعم الملف المغربي، مثلا، خلال سباق تنظيم كأس العالم لسنة 2030؟ وهل سترافق ذلك إشارات سياسية؟ هذا الأمر سيتأكد خلال الأشهر المقبلة.