يعود جزء من تاريخ امتهان المغربيات للدعارة إلى عهد الحماية، حيث كانت السلطات الفرنسية تجمع الباغيات في مجموعة من الأحياء، كان أشهرها حي “بوسبير” قرب المدينة القديمة بالدار البيضاء، فكانت الدعارة تجارة حقيقية والعاهرة بمثابة موظفة، صارت فيما بعد جزءا من طبقة “النيو بروليتاريا”. ويحكي الطبيبان “جون ماتيو” و”ب.موري” في تحقيقهما حول حي “بوسبير” أو كما عُرف ب “الحي المخصص” الذي نشر في كتاب “بوسبير.. الدعارة في مغرب الحماية”، أن عدد العاهرات اللواتي كُن يتواجدن في درب “بوسبير” يصل إلى 6000 باغية، تختلف قصة قدوم كل واحدة أخرى، بين فراق الوالدين أو وفاة الزوج، أو تعنيفه أو تسلطِ الوالد أو زوجة الوالد. ويُشير الكتاب إلى أن الباغية قد يكون سنها 12 سنة وهو أصغر سن ممكن، حيث يكون لها لباس خاص، إما تنورة قصيرة أو “قفطان” مغربي، وإذا ارتدت السروال فهو يكون خاصا بالذكور، وتعرفُ بأنها تدخن السجائر وتشرب النبيذ، وتمارس الجنس مع غير المسلمين بشكل كبير. هذا مغرب الحماية، الذي استمر في ممارسة الدعارة وتنظيمها من طرف السلطات الفرنسية، إلى حدود سنة 1953، حيث صدر قرار إغلاق الأحياء المخصصة وأولها كان حي “بوسبير”..