حيرت عصابة إجرامية متكونة من أربعة أشخاص، تنشط في الطريق الوطنية الرابطة بين إقليمي تطوانوالعرائش، وتستهدف السائقين القادمين أو المتوجهين إلى الأسواق، وحدات الدرك الملكي المكلفة بتأمين المجال الترابي الواقع تحت نفوذها، حيث اكتفت بتحرير محاضر الضحايا ضد مجهولين لم تحدد بعد هوياتهم، قصد اعتقالهم وتقديمهم إلى العدالة. وعاش مستعملو الطريق الإقليمية الرابطة بين جماعات قروية تقع بين إقليمي العرائشوتطوان، ساعات رعب مفزعة، خلال الأسبوع الماضي، بسبب هجوم بالسيوف على الطريقة الهوليودية نفذه لصوص ملثمون، على سيارة تابعة للمكتب الوطني للماء والكهرباء، ما أدى إلى إصابة مستخدم بعاهة مستديمة، فيما أصيب زميله الذي يرافقه بجروح متوسطة. وأسفر الحادث الإجرامي، حسب ما أكده الضحية الذي خرج بأقل الخسائر الجسدية بأعجوبة، عن سرقة ما بحوزتهم من مبلغ مالي قدره 17 ألف درهم، مجموع الاستخلاص المتحصل عليه من أداءات فواتير استهلاك الكهرباء، إضافة إلى ثلاثة هواتف محمولة، وحاسوب معلوماتي، وأغراض أخرى ذات قيمة. وقال المصدر نفسه، في اتصال هاتفي أجرته معه «أخبار اليوم»، إن الحادث وقع على الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة الماضية، حيث كان مستخدمان بالمكتب الوطني للماء والكهرباء (تقني ومصرفي)، عائدين من عملهما في مركز قرية مولاي عبد السلام، على متن سيارة وظيفية رباعية الدفع، قبل أن تباغتهما سيارتان في منعرج جبلي بدوار «تازروت»، إحداهما كبحت الفرامل أمامهما والثانية أحاطتهما من الخلف. وفي لمح البصر، نزل من السيارة الأمامية من نوع «داسيا لوغان» بيضاء اللون، شخصان ملثمان يحملان أسلحة بيضاء، توجها مباشرة نحو السيارة التابعة لONEP، ثم كسرا الزجاج الجانبي للسائق وفتحا الباب عليه، فيما هاجم ملثمان آخران نزلا من السيارة الخلفية المستخدم الثاني الذي نزل مسرعا لمساعدة زميله، غير أن محاولتهما مقاومة المهاجمين، انتهت بإصابتهما بجروح، وسرقة ما بحوزتهم من نقود وأشياء ذات قيمة، حيث قلب المهاجمون سيارتهم على ساقية على جانب الطريق، واحتجزوا أحدهم على متن إحدى السيارات، قبل رميه في قارعة الطريق على بعد كيلومتر من مكان الحادث. بعد ذلك، هرب المهاجمون على متن سيارتيهما في اتجاه الطريق المؤدية إلى جماعة دار الشاوي، وفروا إلى وجهة مجهولة، فيما انتظر الضحايا حوالي ساعة من الزمن قبل وصول أول وحدة متنقلة للدرك الملكي، ثم سيارات الإسعاف التي نقلت المصابين إلى المستشفى الجهوي بطنجة، ونظرا إلى خطورة حالة السائق الذي تعرض لاعتداء جسدي خطير، أسفر عن قطع أصبعين من يده اليمنى، وإصابته بجروح ورضوض في رأسه، نقل إلى إحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء، لعلاج حالته الخطيرة، وإنقاذ يده من البتر. ورغم مرور خمسة أيام على وقوع الجريمة، لم تتمكن عناصر الدرك الملكي في كل من قيادة بني عروس، وقيادة دار الشاوي، من فك ألغازها رغم الاستماع إلى المستخدم الذي تلقى الإسعافات الضرورية وغادر المستشفى، حيث حُرر محضر أقواله وقيِّدت الجريمة ضد مجهول. وسبق لأفراد العصابة أنفسهم، حسب شهود محليين في المنطقة، أن قاموا بغارات مشابهة على مستعملي الطرق القروية بين إقليمي العرائشوتطوان، وكان آخر ضحاياهم تاجر أحذية كان متوجها إلى السوق الأسبوعي مركز قرية «جبل الحبيب»، حيث هاجموه ذات صبيحة ثم سلبوا منه مبالغ مالية، ولاذوا هربا بالطريقة الهوليودية نفسها.