قال امحمد الأشقر، الطبيب الجراح، والكاتب، والفاعل المدني، إنه تعرض إلى “مضايقات وإهانة”، في مطار عمان الدولي. وجه على إثر ذلك، رسالة احتجاج، لسفير الأردن، بالرباط، لما تعرض له، من “إهانة واستنطاق، واحتجاز لعدة ساعات، في المطار الدولي عمان، وفي المقر المركزي للاستخبارات الأردنية”، خلال رحلته للأردن، عبر الخطوط الملكية، لقضاء عطلة مدتها تسعة أيام رفقة زوجته. وبدأ لشقر رسالته، التي توصل “اليوم24” بنسخة منها، بتوجيه سؤال إلى السفير الأردني في الرباط، وقال: “كيف يمكن لأي عاقل، أن يتصور أن شخصا، يقترب من السبعين سنة من العمر، طبيب جراح، ومدير مستشفى خاص، كاتب وفاعل جمعوي معروف، قدم من الدارالبيضاء، على متن طائرة الخطوط الملكية المغربية، في الدرجة الأولى، إلى الاْردن هو وزوجته، التي لا تقل منه، عمرا إلا بسنتين، من أجل قضاء عطلة 9 أيام، منظمة من طرف وكالة أسفار أردنية معروفة، وضعت رهن إشارته سيارة شخصية وسائقا/مرشدا خاصا به، وحجزت له أحسن الفنادق، في كل الأماكن المبرمجة في زيارته، أن يكون إرهابيا؟”. وسرد المصدر ذاته ما تعرض له، في رسالته إلى سفير الأردن، مشددا على أن “التحقيقات انطلقت معه، منذ أن وطأت قدماه مطار علياء الدولي، يوم السبت 1 يونيو الجاري”. وأشار لشقر إلى أنه “اعتقد أن الإجراءات طبيعية، يتعرض لها كل من يريد أن يدخل لأول مرة إلى الاْردن، خصوصا القادمين من الدول العربية، بسبب القضية الفلسطينية، وبقرب الأراضي المحتلة، من لدن الكيان الصهيوني”، بحسب تعبيره. غير أن الأمر، بحسبه، “تجاوز التأكد من الهوية، وانتقل بعد أكثر من نصف ساعة إلى الأسئلة بخصوص علاقته بالقضية الفلسطينية، وهل سبق له أن زار الاْردن من قبل، وما هي الدول الأخرى، التي زارها، وهل يرغب في الدخول إلى الأراضي الفلسطينية”. كما ركز التحقيق حول “هوية ابنتي لشقر، الدكتورة الجراحة دلال، وأختها الفنانة جهاد، ومسارهما الدراسي في المغرب، وفرنسا، وأنشطتهما السياسية، وهل سافرتا يوما ما إلى فلسطين”، بحسب تعبيره. وأكد لشقر أنه طلب منه، بعد ذلك، “الحضور يوم الاثنين 3 يونيو، في الساعة التاسعة صباحا، أي بعد يومين إلى المقر المركزي للاستخبارات الأردنية في عمان”. وحكى لشقر في رسالته، الموجهة إلى السفير الأردني، في الرباط، “مجريات التحقيق معه في مقر المخابرات، الذي استغرق ثلاث ساعات، إذ تم نزع ساعته اليدوية، وكل لوازمه”. ولفت لشقر الانتباه إلى أنه على رغم مما تعرض له، فإنه “قرر الاستمرار في الرحلة الاستجمامية، والتشبث بالأمل”، كما يقول. وأضاف أنه، بعد الانتهاء من الرحلة السياحية، والتأهب للعودة: “تكرار السيناريو نفسه في المطار عند المغادرة، جعلني أخرج عن صمتي، وأبعث لكم هذه الرسالة الاستنكارية..”، وفقا لتعبيره. وعبر محمد لشقر عن استغرابه “كيف جال بعشرات الدول من دون أن يلاقي هذه المعاملة، وأعطى المثال بدولة إيران عند زيارتها خلال السنة الماضية، والترحاب، الذي لاقاه فيها على الرغم من العلاقات الدبلوماسية المتوترة مع المغرب”. أما في الأردن، يضيف لشقر: “عندما اقتربنا من دخول مدينة العقبة، أوقفت شرطة المراقبة سيارتنا، وما أن علموا أننا من جنسية مغربية، حتى تم إنزالنا من السيارة واقتيادنا إلى مكتبهم للتأكد من جوزات سفرنا”، متسائلا بخصوص هذه “المعاملة التمييزية ضد المغاربة”.