حتى وإن تجاهلت قيادة حركة "التوحيد والإصلاح"، تصريحات عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الرافضة لتجديد الشراكة معها، وذلك على مدار العشرة أشهر الماضية، فإن الرجل بدأ يؤدي ثمن تصريحاته على "ما يبدو". ففي أول ظهور له في نشاط لحركة التوحيد والإصلاح، بعد رفضه تجديد الشراكة معها، حضر عبد الإله ابن كيران، مساء أمس الجمعة، لافتتاح المؤتمر الوطني للحركة، دون أن يحظى بترحيب من قيادة الحركة، لحظة استقبال ضيوف المؤتمر من المغرب والخارج. ودخل ابن كيران إلى الخيمة التي احتضنت جلسة افتتاح المؤتمر، بمركب مولاي رشيد ببوزنيقة، دقائق بعد بدء عبد الرحيم شيخي إلقاء كلمته الافتتاحية، لينزل أوس الرمال نائب رئيس الحركة من منصة المؤتمر ليرحب ببنكيران، بينما اختار رئيس الحركة الاسترسال في الكلام، وسط تصفيقات محتشمة لجزء من المؤتمرين. ومباشرة بعد إلقاء رئيس الحركة عبد الرحيم شيخي لكلمته الافتتاحية للمؤتمر، شرع في الترحيب بضيوف المؤتمر، وذكر أولا الضيوف من الخارج، ثم شرع في الترحيب بالضيوف من المغرب، دون أن يذكر اسم عبد الإله ابن كيران، الرئيس السابق للحركة وللحكومة، والأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية، والذي ظهر جالسا في الصف الأول مع ضيوف المؤتمر "الكبار". ورحب شيخي، بالأمين العام لجماعة العدل والإحسان، أحمد العبادي، ثم بعادل الرفوش، مدير مؤسسة ابن تاشفين، وكذا بإدريس مستعد عن الحركة من أجل الأمة، وأيضا بعبد القادر العلمي، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، ثم بممثلة وكالة بيت مال القدس، معتذرا إن نسي أحد الضيوف من داخل المغرب. شيخي، عاد مستدركا بعد إلقاء أول كلمة لضيوف المؤتمر من الخارج، (كانت لعصام البشير، وزير الأوقاف السابق في السودان، والأمين العام السابق للمركز العالمي للوسطية)، وقال شيخي، "أخذت هذه الكلمة حتى لا… أنا رحبت بإخواننا الضيوف، واعتبرت الآخرين مهما كانت مسؤولياتهم السابقة أو اللاحقة هم أعضاء في الحركة، والكثير منهم مندوبون"، واسترسل شيخي، "سأختار فقط أعضاء المكتب التنفيذي السابقين الحاضرين معنا، وأرحب بالرؤساء السابقين، سي عبد الإله ابن كيران والأستاذ محمد يتيم"، ليذكر بعدها عددا من قيادات الحركة الأعضاء السابقين في مكاتبها التنفيذية. والراجح أن ابن كيران لم يرقه ما حصل، وبالتزامن مع استمرار أشغال المؤتمر، في جلسة أولى مخصصة لعرض تعديلات القانون الأساسي والنظام الداخلي للحركة، ومناقشتها والمصادقة عليها، اختار الرجل أن يبث في صفحته ب"فايسبوك"، حلقة جديدة من برنامجه "آية استوقفتني"، وذلك حوالي العاشرة والنصف من ليلة أمس، وهو العضو المندوب في مؤتمر الحركة والمعني بحضور أشغالها. وغادر ابن كيران أشغال المؤتمر مباشرة بعد نهاية جلسته الافتتاحية، ويتوقع أن يعود اليوم إلى بوزنيقة لمتابعة فقرات المؤتمر، وخاصة الجلسة الثالثة المتعلقة بانتخاب رئيس الحركة وأعضاء المكتب التنفيذي الجديد. وتناول الكلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بالإضافة إلى رئيس الحركة عبد الرحيم شيخي، كل من عصام البشير، الأمين العام السابق للمركز العالمي للوسطية، ثم رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، محمد الحسن ولد الدودو، ثم رئيس جماعة عباد الرحمن بالسنغال، عبد الله لام، وأيضا إمام جامع الزيتونة السابق وممثل جمعية الدعوة والإصلاح بتونس عمر اليحياوي. ومن المغرب تناول الكلمة عادل الرفوش، رئيس مؤسسة ابن تاشفين، وحنان الإدريسي، وألقت كلمتها باسم المرأة المغربية، وتناول الكلمة أيضا جمال بخوش مسؤول العمل الشبابي في الحركة. وكان عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رفض تجديد الشراكة مع "حركة التوحيد والإصلاح"، وذلك أسابيع بعد انتخابه أمينا عاما للحزب خلفا لسعد الدين العثماني. وقال ابن كيران، يناير الماضي في لقاء حزبي، "هناك من تحدث عن شيء اسمه التربية، أزعجني اقتراح بعضكم تجديد الشراكة مع حركة التوحيد والإصلاح"، وفق مقطع مصور نشره موقع الحزب، في وقت متأخر من ليلة الجمعة. وفي حوار مع "اليوم 24″، نشر أول أمس الخميس، قال عبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، بخصوص الشراكة مع حزب العدالة والتنمية، "هذه الشراكة لم تنقض يوما ما، وإن كانت تمر كل مرة من ظروف وأحوال، لأن هذا القرار اتخذ سنة 2004 من طرف مجلس شورى الحركة، بناء على تقييم للمشاركة آنذاك وللآفاق المستقبلية، وأيضا في إطار الصيغة التي اعتمدناها، أي التمايز بين الدعوي والسياسي مع استقلال الهيئتين، وإذا كانت ستراجع فيجب أن تخضع لنفس المسطرة". وتابع رئيس التوحيد والإصلاح، "صحيح أنه كان هناك تقييم ونقاش خلال هذه المرحلة، واحتد بشكل كبير مع الأحداث التي تعرفون، لكن الأكيد أن العلاقة مع حزب العدالة والتنمية ومع أطراف أخرى، كانت تربطنا معها علاقات قريبة أو بعيدة، خضعت لتقييم وتحليل، وستخضع لمراجعة في المستقبل بناء على تقييم واستشراف أدوار الحركة في المستقبل".