تخلى عن دراسة الطب في مدينة مراكش في وطنه الأم وشد الرحال الى ألمانيا لدراسة الموسيقي حيث شق مساره بشغف في رحلة إبداع موسيقية، إنه عازف العود المغربي علاء زويتن الذي حمل معه سحر ترانيم إيقاعات العود الأصيلة وقام بمزجها بروائع مختلف أصناف الموسيقى العالمية. "حديث العود"، "مهرجان كناوة"، فعالية "أراب سونغ جام" التي يختلط فيها عبق الفن الأصيل مع الموسيقى الغربية ، مشاريع موسيقية طموحة أطلقها عازف العود المغربي في العاصمة الالمانية برلين، إيمانا منه بجمالية الموسيقى المغربية والعربية الأصيلة وبضرورة الاسهام في إشعاعها لدى المتلقي الألماني بشكل خاص والاوروبي بشكل عام وفي نفس الوقت الانفتاح على الثقافات الأخرى من خلال النهل من مختلف أنماطها الموسيقية. ويركز الموسيقي المغربي في أعماله على مزج الايقاعات الموسيقية، مبرزا في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء "أحاول فك شفرات الموسيقي الغربية ثم أعود الى الموسيقي الاصلية وأبحث عن أوجه التشابه مما يعطني إلهاما لتأليف الموسيقي"، مؤكدا أن "آلة العود يمكن أن تتحدث موسيقى متعددة انها لا تنحصر في نمط موسيقي محدد". ظهرت موهبة علاء زويتن، الذي ينحدر من مدينة اليوسفية، وعمره لا يتجاوز ستة سنين، لكن مدينته الصغيرة كانت تفتقد الى معهد للموسيقى، فارتأت أسرته التي كانت مولعة بالموسيقى الاندلسية والطرب العربي، أن تلحقه بجمعية ثقافية، الوحيدة من نوعها بمسقط رأسه، والتي كان ينشط فيها أستاذ للموسيقى لا يخفي الفنان زويتن ، إعحابه بمعلمه الاول الذي أمسك بيده في أول الطريق في مجال الموسيقي وكان له الفضل في تلقينه أول الدروس في العود والكمان، فضلا عما كان يتمتع به من طاقة هائلة كانت تلهم زويتن للمضي قدما في مساره. يقول الموسيقي المغربي الذي يحرص على تقديم الشكر والامتنان للاستاذه إنه تعلم في الجمعية ما كان يفترض تعلمه في معهد للموسيقى، مؤكدا أنه تلقى دروسا في العزف على آلة العود بنفس الطريقة التي تقدم بها في المعهد. مسار علاء زويتن الفني سيعرف نقلة نوعية بعد حصوله على الباكالوريا في مسقط رأسه اليوسفية، إذ سينتقل إلى مراكش لدراسة الطب وفي نفس الوقت سيلتحق بمعهد الموسيقي بالمدينة لصقل موهبته الموسيقية لكنه بعد خمس سنوات في كلية الطب سيقرر الانقطاع عن الدراسة، في خطوة أثارت استغراب أسرته والمقربين إليه. بالنسبة للفنان المغربي، "كان قرارا صعبا لكني كنت أرغب في التوجه الى أوروبا للاستلهام من تجارب أخرى والنهل من ثقافات أخرى، كما أن عشقي للموسيقى كان يزيد ويكبر واهتمامي بالطب كان يقل". بعد أن اعترضته مشاكل في الحصول على التأشيرة للتوجه نحو فرنسا، وقع اختيار علاء زويتن على ألمانيا لأنها تضم 70 مدرسة للتعليم العالي في التكوين الموسيقي حيث التحق بجامعة إرفورت بولاية تورنغن شرق ألمانيا، واختار شعبة الموسيقى والفلسفة وحصل على الاجازة ثم تابع دراسته في الماستر شعبة علم موسيقى الشعوب في مدينة فايمار الألمانية عاصمة الثقافة العالمية. بعد مرحلة الدراسة، واصل زويتن رحلته في مجال الموسيقى ليستقر به المقام أواخر سنة 2016 في برلين، عاصمة الثقافة والموسيقى الاوروبية التي تتميز بفرق سيمفونية شهيرة وعروض أوبرا في غاية الجمال إضافة الى مسارح المنوعات و الاستعراضات. يقر زويتن أن تجربة الهجرة الى ألمانيا التي اختارها عن طواعية كان لها أثر كبير على شخصه ومساره الفني قائلا "تعلمت الجدية والعمل ويجب أن تكون منفتحا على الاخر. تأثرت بموسيقى باخ وبيتهوفن بنفس قدر اهتمامي بأم كلثوم وغيرها من فناني الطرب العربي". وكانت باكورة الاعمال الفنية لعلاء زويتن سنة 2012 في مدينة إرفورت حيث وقع أول ألبوم له والذي ضم 6 مؤلفات موسيقية مزج فيها بين التأثيرات الموسيقي العربية والموسيقى الاندلسية والفلامنكو والجاز وبعد ذلك أنجز الالبوم الثاني الذي يحمل اسم (حديث العود) "تولكين عود" والذي تم تمويله من قبل الصندوق العربي للفن والثقافة. وحول هذا الالبوم يقول زويتن "حاولت فيه خلق مجالات صوتية مختلفة من حيث النمط الموسيقي والتوزيع ، قد تكون احيانا مقطوعات غربية محضة وأحيانا أخرى مزج بين موسيقى كناوة والجاز أو البلوز ولكن العود يظل حلقة الوصل بين مختلف هذه الانماط".