متابعة رحب معتقلو الحراك المرحلين من سجن عكاشة الى سجن سلوان “بكل الجهود الصادقة و المساعي الجادة و النبيلة لإيجاد حل لملف حراك الريف بما يصون كرامة المعتقلين وعائلاتهم”، وتشبثهم “بإطلاق سراح جميع المعتقلين و إلغاء كل المتابعات في حق نشطاء الحراك كمطلب ملح لإعادة روح الطمأنينة و أجواء السكينة و الحيوية للريف”. وجاء هذا في رسالة وجهها المعتقلون الى الراي العام عبر المحامي خالد امعيز جاء فيها “إننا معتقلو الحراك الشعبي بالريف المتواجدين بالسجن المحلي بالناظور، نتابع ببالغ الاهتمام كل التطورات و المستجدات المرتبطة بملف حراك الريف، و بكل القضايا و الملفات المتصلة بالشأن العام ببلادنا، و لا نخفي أملنا في إيجاد الإجابات و المخارج الكفيلة بحل كل المعضلات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الحقوقية التي تهم الشعب المغربي مما يعبِّد الطريق له للحاق بركب الأمم المتقدمة”. واضاف المعتقلون في رسالتهم “وكمعتقلين سياسيين و مناضلين نؤمن بالنضال الديمقراطي الحر لشعبنا و الذي يتراكم جيلا بعد جيل، نعتبر أنفسنا جزءا من هذا التاريخ النضالي الممتد و المشرف، و لهذا فنحن متشبثون بمبادئنا و قيمنا، و مؤمنون بعدالة قضيتنا إسوة برفاقنا و إخواننا في باقي السجون، و مفتخرون بتجربتنا النضالية و بمدرسة الحراك الشعبي بالريف كمحطة من محطات النضال السلمي الجماهيري الشعبي الديمقراطي، المطالب بالحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية و المنادي باحترام حقوق الإنسان و الحريات الأساسية، و الطامح لوطن حر و قوي يتسع لجميع ابنائه و بناته، وطن منسجم بمكوناته العرقية و الثقافية و التاريخية”. وقالوا ايضا “إذا كان الحراك قد دق بقوة باب التاريخ و الذاكرة الجماعية و الموروث الثقافي لمنطقة الريف، فقد عمل البعض الى استغلاله لإثارة النعرات و تشويه الحقائق و الدفع في اتجاه مقاربة أمنية و قضائية مختلتين أعادت عجلة التاريخ في المغرب الى الوراء عقودا من الزمن، و خلفت خسائر و تكلفة مادية و معنوية أضرت بالبلاد. و كان بالإمكان تفادي كل هذا لو تم استقراء دروس التاريخ و التحلي بالصبر و الحكمة و تغليب قوة السياسية على سياسة القوة”. وتابعوا “إن القراءة الواعية للتاريخ و الفهم العميق لتطور و بناء المجتمعات الإنسانية و التشبع بالقيم الإنسانية النبيلة و الإيمان بقيمة الإنسان و الحرص على هذا الموجود النبيل في كل مظاهره و تجلياته، يقتضي منا كمعتقلين سياسيين و مناضلين أحرار، أن نقول بكل صدق، أننا حريصون على حياة و كرامة كل فرد و مواطن في مجتمعنا، وعلى حقه في العيش الكريم و المواطنة الكاملة، و أننا لا نكنُّ حقدا و لا ضغينة لأي كان . بقدر ما أننا نحترم الجميع و نؤمن بحق الكل في إبداء الرأي و الاختلاف و حرية التعبير بكل أشكالها و دائما في إطار عقلاني و أخلاقي. بل إن صفتنا كمناضلين تستلزم منا الرقي الأخلاقي و نكران الذات و التسامح مع الآخر و تغليب المصلحة العامة، و في نفس الآن التصدي لكل الإنتهازيين و فضح كل الممارسات و الخطابات المشبوهة التي تروم خدمة مواقعها و مصالحها الضيقة على حساب مستقبل أبناء و بنات الشعب و ضد مصلحة الوطن. فمهما كانت إمكاناتنا الذهنية و المعرفية و قدراتنا الجسدية و المادية و السلط التي نتكئ عليها . ففعلنا البشري يظل محدودا و مشوبا بالنقصان و تعتوره صعوبات شتى، و أن السبيل الممكن لتجويد ممارساتنا هو انفتاحنا على بعضنا البعض مهما اختلفت مواقعنا و مشاربنا الفكرية و مهما تباينت تصوراتنا و رؤانا للأحداث و قضايا المجتمع، فخبرات الحياة علمتنا أن الجمع هو سر وجود المجتمع الإنساني و أن الإتحاد و التعاون هو سبيل استمراريته. أما الأحادية و الاستئثار بالشيء فمؤشر بالخراب و مؤذن بالدمار”. وشدد معتقلو الحراك على ان “الوضع الراهن يحتم علينا جميعا و أكثر من أي وقت مضى أن نغلب الحس الأخلاقي في دواخلنا ضدا على كل نوازع العنف و العدوانية فينا و أن نتحلى بالصدق و روح المسؤولية و بالتعقل و العمل على توحيد كل الطاقات و تسخير كل الكفاءات و إشراك الجميع مع التنويه، بكل من يعمل بجد و صدق و يسعى بنبل للطي النهائي لملف حراك الريف بما يحفظ كرامة المعتقلين و عائلاتهم و يعجل بمصالحة حقيقية مع الريف مشيدة على أسس متينة و مبنية على الثقة، وفق مقاربات و آليات فعالة و ناجعة تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات التاريخية و الثقافية لمنطقة الريف و بما يخدم مصلحة الوطن” . وتجدر الاشارة ان سجن سلون يضم كل من – يوسف الحمديوي، محمود بوهنوش، بلال أهباض، ابراهيم بوزيان، عثمان بوزيان، فؤاد السعيدي ، وعبد الحق صديق.