1. الرئيسية 2. اقتصاد منتدى الرباط للمعادن والمقاولات في دورته ال25.. تحالف المغرب والخليج من أجل شراكة بين التكوين والمجال الصناعي الصحيفة من الرباط الأربعاء 16 أبريل 2025 - 16:01 انطلقت صبيحة اليوم الأربعاء، فعاليات النسخة الخامسة والعشرين من منتدى الرباط للمعادن والمقاولات، الذي تنظمه المدرسة الوطنية العليا للمعادن بالعاصمة، بشراكة مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، تحت شعار استراتيجي يعكس رؤية سياسية واقتصادية عميقة: "المغرب - بلدان الخليج: استراتيجية ملكية تنير الدرب لتحالف غير مسبوق". هذا المنتدى، الذي أضحى على مدى سنوات منصة محورية للربط بين النسيج الصناعي والمجال الأكاديمي، يستقطب هذه السنة مشاركة غير مسبوقة ل 64 مقاولة وطنية ودولية، أبرزها: المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، بنك المغرب، صندوق الإيداع والتدبير (CDG)، المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF)، VINCI Energies، BMCI، والطرق السيارة بالمغرب، في تجسيد ملموس للثقة التي باتت تحظى بها المدرسة الوطنية العليا للمعادن كمركز لتكوين النخب الهندسية بالمغرب. وتميّز حفل الافتتاح في نسخة الربع قرن، بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات مع شركات وطنية ودولية بارزة، تهدف إلى تعزيز قابلية التشغيل لدى الطلبة المهندسين وتسهيل إدماجهم في عالم الشغل. وقد شملت الاتفاقيات ست مؤسسات رائدة مثل" Madrex "، Capgemini Engineering، Em. Energy، IRESEN، Akkodis، LPEE المختبر العمومي للتجارب والدراسات. وستُمكن هذه الاتفاقيات من إتاحة فرص عمل مباشرة، وتأمين تداريب عالية الجودة للطلبة داخل مقرات هذه الشركات، مما يشكل خطوة استراتيجية نحو مواءمة التكوين مع متطلبات سوق الشغل، وتكريس شراكة عملية وفعالة بين المؤسسات الأكاديمية والفاعلين الصناعيين. ويمتد هذا الحدث المهني على مدى يومين (16 و17 أبريل)، ويتيح للطلبة المهندسين أكثر من 2000 فرصة للتفاعل المباشر مع العالم المهني، عبر لقاءات شخصية، جلسات توجيه، وورشات عمل متخصصة تسهم في صقل مهاراتهم، وتساعدهم على رسم معالم مسارهم المهني بثقة ووضوح. وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، قال أحمد بلعافية، رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى، إن هذه الدورة تأتي في لحظة مفصلية يشهد فيها المشهد الصناعي المغربي تحولات جذرية، مدفوعة بإرادة ملكية تتبنى الابتكار كرافعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني والتنمية المستدامة. واعتبر بلعافية أن المنتدى يشكل منبرًا لتجسيد رؤية استراتيجية تُعلي من شأن البحث العلمي وتحتضن المبادرة المقاولاتية، خصوصًا لدى الشباب، قائلاً: "المغرب اليوم لا يكتفي بملاحقة النمو، بل يرسم مساراته الخاصة من خلال دمج المعرفة بالابتكار، وتشجيع دينامية الشركات الناشئة والصغيرة كقلب نابض للتقدم الصناعي والاجتماعي." ولم يفوّت رئيس اللجنة فرصة التعبير عن امتنانه لكافة الشركاء، خاصة جمعية طلبة المدرسة الوطنية للصناعة المعدنية (AEENIM)، وإدارة المؤسسة، التي وصفها ب"الركيزة الأساسية لإنجاح هذه الدورة الفارقة من المنتدى". من جانبه، سلّط عمر السعدي، مدير المدرسة الوطنية العليا للمعادن بالرباط، الضوء بدوره على البُعد الجيو-اقتصادي للمنتدى، مؤكدًا أن اختيار موضوع الدورة لم يكن اعتباطيًا، بل نابع من وعي عميق بأهمية التحالف المغربي الخليجي كرافعة للتنمية والتكامل الإقليمي. وقال السعدي: "نحن أمام منصة لا تقتصر على خلق فرص للتوظيف، بل تسهم في ترجمة تصورات استراتيجية ترعاها القيادة العليا للمملكة بشأن الشراكة مع دول الخليج، وهي شراكة تُبنى على أسس متينة من الثقة والمصالح المشتركة في مجالات الطاقة، البنية التحتية، والصناعة الذكية." واعتبر مدير المدرسة أن المنتدى يمثل واجهة حقيقية لاستشراف مستقبل القطاعات الإنتاجية، وتكريس الصلة بين ما يُتلقّى من تكوين أكاديمي وما تتطلبه الممارسة الميدانية، مشددًا على أن المقاولات المشاركة ستكتشف "طاقات مغربية واعدة تستحق الرهان عليها". وتأمل اللجنة المنظمة، حضور عدد من المسؤولين الحكوميين وصناع القرار، في مقدمتهم رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، ويونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل، إلى جانب علي الزروالي، نائب الرئيس التنفيذي للشرق الأوسط وأفريقيا بشركة HIF Global، ونسرين أيوزي، المديرة المكلفة بالإشراف على مشروع ميناء الداخلة الأطلسي. وتُعوّل اللجنة المنظمة، على مساهمات هؤلاء المتدخلين لإغناء النقاش حول الرهانات الاستراتيجية الكبرى التي تفتحها الشراكات المغربية الخليجية، خاصة في ظل دينامية المشاريع الكبرى والتحولات التي يعرفها سوق الشغل. وإلى جانب الندوات الفكرية، يحتضن المنتدى منطقة عرض واسعة تضم منصات للمقاولات والمؤسسات المشاركة، حيث يُمكن للطلبة الاطلاع بشكل مباشر على المشاريع والمبادرات الجارية، وتقديم ترشيحاتهم لفرص تداريب أو إدماج مهني. كما تشهد الدورة تنظيم أوراش عمل تطبيقية، تسعى إلى تعزيز مهارات التواصل، صياغة السيرة الذاتية، إعداد ملفات الترشح، والتفاعل مع مقتضيات البيئة المهنية الجديدة، في انسجام مع حاجيات المقاولات في مجال الهندسة والابتكار والتدبير. وفي خضم السياق الإقليمي المتحول، يراهن منتدى الرباط للمعادن والمقاولات على أن يكون رافعة جديدة في مسار تحالف استراتيجي متجدد بين المغرب وبلدان الخليج، تحالف يتأسس على تبادل المنافع، تقاطع الرؤى، واستثمار الطاقات الشابة في مشاريع تنموية تتعدى الحدود. وهكذا، يظل المنتدى، وفق منظميه أكثر من مجرد حدث أكاديمي أو مهني، وإنما ترجمة ميدانية لرؤية ملكية ترى في الرأس المال البشري والاستثمار في الطاقات الشابة جوهر كل نهضة اقتصادية وطنية وإقليمية.