1. الرئيسية 2. المغرب الكبير تضامن دولي واسع مع الكاتب كمال داوود الذي لم يستطع العودة إلى الجزائر لدفن والدته خشية أن يتكرر معه سيناريو صنصال الصحيفة – بديع الحمداني الأحد 13 يوليوز 2025 - 22:27 أثارت وفاة والدة الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داوود، موجة واسعة من التضامن والتعاطف الدولي، بعدما أعلن الأخير أنه عاجز عن العودة إلى الجزائر لوداع ودفن والدته التي توفيت يوم الجمعة 11 يوليوز الجاري خشية تعرضه للاعتقال وتكرار سيناريو بوعلام صنصال معه، خاصة أنه ملاحق من النظام الجزائري بمذكرتي توقيف دوليتين، بالإضافة إلى دعوى قضائية ضده في فرنسا. وقال داوود، الحائز على جائزة غونكور 2024، في منشور على حسابه الرسمي بموقع "إكس" جاء فيه" إلى تبون، كمال سيدي السعيد، بلقايم وإلى الآخرين: هناك أيام لا تمحى من الذاكرة. اليوم ماتت أمي. لا أستطيع توديعها، ولا بكاءها. لا رؤية جثمانها ولادفنها. لأنكم تمنعوننني من أهلي. وتمنعون عني العودة إلى بلدي، الذي ليس ملكا لكم". تدوينة الكاتب الشهير خلفت صدمة لدى عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية، التي سارعت إلى التعبير عن تضامنها معه، وانتقاد النظام الجزائري، الذي وصفوه ب"القاسي" و"الاستبدادي"، متهمين إياه بحرمان داوود من حقه الإنساني في توديع والدته. وكان أول المتضامنين فرحات مهني، رئيس حكومة القبائل في المنفى، الذي قال في تعليق له على ما نشره داوود، "أقدم أحر التعازي لكمال داوود، المحروم من حق دفن والدته. إنه ألم لا يوصف عانى منه الكثير منا، نحن كقبائل". كما عبّر أرنو بِنيديتي، العضو النشيط في لجنة دعم الكاتب بوعلام صنصال المعتقل في الجزائر منذ نونبر 2024، عن دعمه لداوود، قائلاً "الديكتاتورية الجزائرية تمنعه من العودة إلى بلده. أفكارنا معه في هذه اللحظة التي تضيف فيها قسوة النظام إلى ألم الفقدان". من جانبه، كتب الكاتب والباحث أمين الخاتمي، معلقا بلهجة ساخرة على تصريحات المدافعين عن النظام الجزائري: "ريما حسن، المتعاونة المثالية، تشرح أن الجزائر هي 'مكة الحريات'. كمال داوود فقد والدته في الجزائر، ولا يستطيع الذهاب للترحم على جثمانها دون أن يخاطر بأن ينتهي به المطاف في زنزانة مع بوعلام صنصال". أما مارِيكا بريت، المديرة السابقة للموارد البشرية في مجلة "شارلي إيبدو"، فقد كتبت "أفكار دافئة لكمال داوود، ابن شجاع، رجل إنساني عميق، وكاتب كبير يواجه سواد نظام استبدادي قاتم، ونظام فاسد وقاسٍ إلى هذا الحد مع أبنائه". كمال داوود، الذي يُعد من أبرز الأصوات الأدبية الجزائرية الناقدة للنظام، ظل يواجه ضغوطا متصاعدة خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد مواقفه العلنية التي ينتقد فيها السلطة، وقد أصبح من الأصوات المزعجة بالنسبة للسلطات في الجزائر. وكانت الجزائر قد أصدرت مذكرتي توقيف دوليتين في حق داوود، بينما يواجه في فرنسا دعوى قضائية واستدعاء على خلفية مواقفه السياسية، ما يجعل عودته إلى وطنه محفوفة بالمخاطر، حيث سبق أن تعرض الكاتب الفرنسي ذو الأصول الجزائري بوعلام صنصال للاعتقال والسجن بسبب بعض تصريحاته السياسية التي لم تلق قبولا من النظام الجزائري، وقد جاء اعتقاله بعد قدومه إلى الجزائر من فرنسا في زيارة كان المفترض أن تدوم بضعة أيام ويعود إلى باريس. ويأتي هذا التضامن الواسع مع داوود إضافة إلى صنصال في سياق تزايد الانتقادات الدولية للسلطات الجزائرية بسبب ممارساتها القمعية تجاه الصحفيين والمثقفين والناشطين، وسط تقارير متواترة عن تدهور أوضاع الحريات في البلاد.