ازدادت فرضية العمل الإرهابي قوة بشأن العملية الإجرامية التي استهدفت 4 سائقين مغاربة بمالي يوم السبت الماضي، وأدت إلى مقتل إثنين منهم وإصابة ثالث ونجاة واحد منهم دون إصابات، خاصة أن الأوضاع في عدد من المناطق بمالي يومي السبت والأحد شهدت اختلالا أمنيا وعمليات إرهابية مختلفة. وحسب ما أوردته صحيفة "مالي ويب" المالية ووكالة الأنباء الفرنسية أ ف ب، فإن مالي شهدت يومي السبت والأحد، 3 عمليات إرهابية، أولها كان استهداف جنود حفظ السلام أصحاب القبعات الزرقاء، يوم السبت بمخيم منطقة كيدال، وأدت إلى إصابة 3 منهم بجروح خطيرة، من طرف إرهابيين مجهولين. وفي نفس اليوم، أشارت المصادر ذاتها، تعرض سائقون مغاربة يعملون في نقل البضائع على متن شاحنات النقل الدولي، إلى عملية استهداف إجرامية، وهو ما أدى إلى مصرع إثنين منهم وإصابة ثالث، بينما نجا السائق الرابع، ولم يتم تحديد الأشخاص الذين قاموا بهذا الفعل الإرهابي إلى حدود الساعة، والذي جرى على بعد مئات الكيلومترات من العاصمة المالية باماكو. كما شهدت منطقة ماكينا بمالي يوم أمس الأحد، عملية إرهابية نفذها "مجاهدون" ينتمون لتنظيمات مسلحة، حيث نصبوا كمينا للجيش المالي، مما أدى إلى مقتل 5 عناصر وإصابة أخرين، وهي العملية الوحيدة التي اتضح أن من يقف ورائها مسلحون ينتمون إلى تنظيمات إرهابية. وفي ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة في مالي، فإن فرضية تعرض السائقين المغاربة لعمل إرهابي من طرف الميليشيات المنضوية تحت التنظيمات "الجهادية" في مالي، تبقى واردة بقوة، بالرغم من وجود علامات استفهام عن أسباب استهداف السائقين المغاربة دون غيرهم من السائقين الدوليين الآخرين. هذا وتجدر الإشارة إلى أن موقع "الصحيفة" حصل على معطيات من مصادر جد موثوقة بأن الاستخبارات الخارجية المغربية المعروفة اختصارا ب "La DGED" دخلت على خط الحادث من خلال تجميع كل المعلومات والمعطيات المرتبطة بالحادث وتحليل جميع الفرضيات بما فيها أن العملية "إرهابية" مخطط لها. معطيات موقع "الصحيفة" تشير إلى أنه منذ الإعلان عن الحادث بدأ التنسيق بين جهاز المخابرات المغربية والأجهزة المالية لتحديد الجماعات التي تنشط في المنطقة التي تتبع لها بلدة ديديني، مكان الحادث، لرسم صورة معينة عن أسباب إطلاق النار على السائقين المغربيين دون غيرهما، وعمن يكون وراء هذا العمل المسلح، وإن كان الأمر يتعلق بعملية محلية أو أن لها أبعاد إقليمية.
