أكدت أمينة العراقي طبيبة مختصة في الأمراض الجلدية أن الحفاظ على الصحة يعني الحفاظ على مقاصد الشريعة الإسلامية الخمسة، العرض، النفس، العقل، الدين، المال، وتضييع للصحة يعني تضييع مقاصد الشريعة المذكورة، مبرزة أن المتخصصون في الصحة يركزون على الوقاية خصوصا في السنوات الأخيرة، لأن الوقاية تتطلب مصاريف أقل بكثير من العلاج وفي أغلب الأحيان تكون عبارة عن نصائح مجانية سهلة التطبيق، وبعض الأمراض ليس لها دواء، كما أنها تمنع حدوث المرض، وخلصت العراقي في محاضرة لها بعنوان "مقصد حفظ الصحة" نظمتها حركة التوحيد والإصلاح في إطار سلسلة سبيل الفلاح السبت المنصرم بمقرها المركزي بالرباط،(خلصت) إلى أن الطب الوقائي وحده يكفي لحفظ مقاصد الشريعة الإسلامية. أفادت العراقي أنه للحفاظ على الصحة، "لا بد أن يلتزم الإنسان المسلم بعدد من الضوابط حفاظا على مقاصد ديننا الحنيف"، وفي مقدمتها الحفاظ على نظافة الجسم، مفيدة أن 40 في المائة من الاستشارات الطبية في أمراض الجلد هي أمراض تعفنية يمكن تجنبها بالمحافظة على نظافة الجسد كله، موضحة أن الجلد هو العضو الأكبر في الجسد وهو مكون من ثلاث طبقات الطبقة الخارجية والوسطى والداخلية، ومن وظائفه أنه يمثل درع واقي ضد الجراثيم، و فيه يتم تصنيع الفيتامين "D" تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية، كما يعد عضو رئيسي من أعضاء الحس، و يساهم في المحافظة على حرارة الجسم بواسطة الغدد العرقية، بالإضافة إلى أنه يخرج مع العرق جزء من الفضلات السامة، ويساعد على عملية التنفس، ويمتص الأوكسجين ويطرح ثنائي أوكسيد الكربون. *أحسن سلاح وأشارت العراقي إلى أن الإنسان يعتبر مخزناً لعدد كبير من الكائنات الدقيقة في أماكن مهمة في جسمه وأبرزها الجلد و الفم و الأنف و الجزء السفلي من القناة الهضمية، "الجلد مخزن لنسبة عالية من البكتريا والفطريات معظمها على البشرة"، ومن هنا تقول العراقي تتضح أهمية تدليك الجلد في الوضوء والغسل لأن الجراثيم تلتصق بالجلد بواسطة أهداب قوية وعديدة، "كما تتراكم الجراثيم بكميات كبيرة على الأجزاء المكشوفة من الجسد اليدان، الوجه، القدمان و أسفل الساقين، عقد الأصابع، بين الأصابع خاصة أصابع القدمين، ويجب أن نعلم أن الاستحمام يزيل 90 في المائة من هذه الكائنات التي تغزو جسم الإنسان". ولفتت العراقي الانتباه إلى أن الغسل والوضوء يعد أحسن سلاح يحصن به المسلم صحته، قائلة "ونجد في شريعتنا أن نواقض الغسل والوضوء كثيرة، والمقصد من ذلك هو المحافظة على نظافة الجلد"، موردة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" رواه أحمد والحاكم والبيهقي. * شروط الصحة ترتيب غسل الأعضاء في الوضوء هو عين ما تتطلبه شروط الصحة وقواعد الطب تقول العراقي، مفسرة أن غسل اليدين يعد وقاية من التعفنات الهضمية وتعفنات العينين و التعفنات الرئوية وعدة أمراض أخرى، والمضمضة تعد تنظيفا للفم وتقي من أمراض موضعية منها تسوس الأسنان وسقوطها وأمراض اللثة والروائح الكريهة، كما أنها تقي من أمراض عامة مثل الروماتيزم الحاد وأمراض القلب( الصمامات)، أما الاستنشاق والإستنثار يؤدي إلى تنظيف باطن الأنف ويقي من عدة أمراض منها التهابات الجيوب الأنفية، وأمراض الحساسية، ونصحت بالمبالغة في الاستنشاق باستثناء إذا كان المسلم صائما، وغسل الوجه يؤدي إلى إزالة كل أثر خلفته العمليتان السابقتان على الوجه، وغسل الساعدين هو أثم لنظافة اليدين. وذكرت العراقي أن الإسلام أوصى أن يكون المرء نظيفاً في ملبسه و طاهراً في ثوبه و قد ألحق هذا بآداب الصلاة، لقوله تعالى"خذوا زينتكم عند كل مسجد"، وخلصت العراقي إلى أن الإنسان المسلم يجب أن ينظف جسمه وثوبه وبيئته، موردة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " إماطة الأذى عن الطريق صدقة". * الرياضة والتغذية ثاني ضابط دعت العراقي الإنسان المسلم إلى عدم التفريط فيه هو ممارسة الرياضة، معددة فوائد الرياضة أهمها أنها تزود البدن بليونة و مرونة، وتنمي عضلات الجسم، وتحسن الدورة الدموية، وأيضا تحسن عمل المفاصل، وتخلص الجسم من فائض الغذاء وسمومه، بالإضافة إلى أنها تزيل التو ثر و القلق، وتحمي من العديد من الأمراض، مضيفة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى الولاة "...فعلموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"، وثالث ضابط هو عدم الإفراط في التغذية مؤكدة أن معظم الأمراض في عصرنا الحالي لها علاقة بالتغذية، مستدلة بقوله تعالى "وكلوا و اشربوا و لا تسرفوا انه لا يحب المسرفين". * خطورة التدخين ورابع ضابط للحفاظ على الصحة حسب العراقي الابتعاد عن التدخين، موضحة أن السيجارة تحتوي على أكثر من 4 آلاف مادة كيماوية، منها 43 على الأقل معروفة أنها تسبب السرطان، مفيدة أن السيجارة تتكون من ثلاث مكونات أساسية أولها النيكوتين ويسبب الإدمان، ويتسبب في أعراض القلق والضجر في حالة نقصه في دم المدخن، ويؤثر على أنسجة الجسم، و 50 ميلغرام منه تقتل الإنسان في لحظات، إذا حقنت عن طريق الوريد، ثانيها أول أوكسيد الكربون وهو غاز سام عديم الرائحة والطعم، ونسبه تركيزه في دم المدخن تصل إلى 15 في المائة، ويجعل الجسم يحتاج إلى الأوكسجين أكثر، ويصعب من التنفس، ثالثها القطران وهو مادة لزجة بنية اللون تظهر على أصابع المدخنين وأسنانهم كاللون الأصفر، ويترسب 70 في المائة منه في رئة المدخن ويسبب عدد من أمراض الرئة الخطيرة. حسب تقرير الصحة العالمية تقول العراقي التدخين يؤدي إلى 90 في المائة من جميع حالات سرطان الرئة، ويؤدي أيضا إلى 75 في المائة من جميع حالات التهاب الشعب الهوائية المزمن، بالإضافة إلى سرطان الرئة وسرطان الحنجرة، و نخر الأسنان واصفرارها، وهشاشة العظام والكسور، وأمراض جهاز القلب والشرايين، واختناق شرايين الأطراف،و اختناق شرايين المخ، بالإضافة إلى التأثير السلبي على غير المدخنين وعلى الجنين، كما أنه يؤدي إلى ضياع المال تضيف المتحدثة. وبخصوص كيفية توقف المدخن عن التدخين أجملتها العراقي في خمس مراحل أولها الاعتراف بالسلوك الخاطئ، ثانيها اتخاذ قرار وقف التدخين، ثالثها وضع خطوات الامتناع عن التدخين، رابعها البدء في تنفيذ الخطة، خامسها البحت عن صديق قريب يساعد على النجاح في التخلص من التدخين، وأفادت العراقي أن المدخن عندما يترك السيجارة، بعد 20 دقيقة يصبح دمه طبيعيا، وتعود ضربات القلب لوضعها الطبيعي، وبعد ثمان ساعات تبدأ مادة أول أكسيد الكربون السامة في الاختفاء من الدم، وبعد 24 ساعة تقل فرص حدوث الأزمات القلبية، وبعد 48 ساعة تبدأ أعصاب الشخص في التكيف على اختفاء النيكوتين، وبعد 72 ساعة يحدث تحسن في الدورة الدموية وسهولة في التنفس، وبعد تسعة أشهر تختفي الكحة والشعور بالتعب وتزيد طاقة الجسم ويختفي القطران من الرئة. وأضافت العراقي أنه لا يوجد عضو من أعضاء الجسم لا يتأثر بالتدخين، ويعد حسبها جريمة مزدوجة في حق النفس وغير الذين يستنشقون سموم الدخان رغما عنهم، كما يعد الطريق الأسهل للدخول إلى عالم المخدرات والإدمان. * المخدرات وخامس ضابط الابتعاد عن المخدرات، ومن بين أسباب تعاطيها حسب العراقي القدوة السيئة من قبل الوالدين، إدمان أحد الوالدين، انشغال الوالدين عن الأبناء وغياب الرقابة والمتابعة، القسوة الزائدة على الأبناء، التفكك الأسري وعدم وجود الروابط العائلية وخاصة حالات الطلاق، قلة الحوار الداخلي في الأسرة، وجود مدمنين آخرين في الأسرة أو العائلة، وحذرت المتحدثة من بعض المعتقدات الخاطئة عن المخدرات من قبل الآباء وأولياء الأمور من قبيل هي مشكلة وطنية، لكن أبنائي بعيدون عنها، الأولاد لا يتعاطون المخدرات في سنٍّ صغيرة، أبنائي لا يوجد لديهم المبالغ الكافية لشراء المخدرات، المعلومات المتوفرة لدي عن المخدرات كافية، التدخين لا يشكّل خطورة كبيرة على حياة الشاب. ووجهت الواعظة بالمجلس العلمي المحلي بالرباط عددا من النصائح إلى الآباء والأمهات منها إرساء القيم الايجابية والثقة بالنفس لدى الأطفال، مشاركة الأطفال والشباب في حياتهم الخاصة، تقديم القدوة الحسنة لهم، تنفيذ نظرية الثواب والعقاب، الحرص على قضاء الوقت الكافي معهم، معرفة الأماكن التي يتوجهون إليها، تشجيعهم على ممارسة النشاطات الصحية. *الزنا سادس ضابط الابتعاد عن الزنا لقوله تعالى "ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة و ساء سبيلا"، وقوله عز من قائل "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله"، مفيدة أن الأمراض المتناقلة جنسيا كثيرة ومتعددة ومنها السيلان والزهري والقرح اللين والتهاب الكبدي الفيروسي "ب"، وداء فقدان المناعة المكتسب "السيدا"، مضيفة أنه يصاب 14 ألف شخص بفيروس السيدا كل يوم، يعني 11شخص كل دقيقة، وثلث حاملي الفيروس من الشباب و تتراوح أعمارهم بين 15و24 عاما، كما أن 68 في المائة من حاملي الفيروس بين 15و 39سنة، و90 في المائة من الحالات تنتقل عن طريق علاقة جنسية. المريض بالسيدا تقول العراقي تظهر عليه عدة أعراض منها إسهال مزمن، هزال و ضعف على مستوى الجسم، حمى مزمنة، أمراض تعفنية مزمنة، تدهور عام للصحة، بالإضافة إلى سرطانات متعددة، مضيفة أن انتشار الأمراض المتناقلة جنسيا عموما وعلى رأسها السيدا له تأثير سلبي على صحة الفرد و المجتمع، "والوقاية من هذا المرض ترتكز على الإخلاص بين الزوجين، وتشجيع قيم العفة و الطهارة و السلوك القويم". ودعت العراقي أيضا إلى الحفاظ على الصحة النفسية بتجنب التباغض والتشاجر لقوله صلى الله عليه وسلم "لا تباغضوا و لا تحاسدوا و لا تدابروا و لا تقاطعوا"، وعدم الندم على الماضي والرضا بالحاضر، وعدم الخوف من المستقبل وتجنب الغضب، والترويح عن النفس، وأخذ القسط الكافي من النوم. وأضافت العراقي أن الله عز وجل لم يفرض شيئا على عباده إلا فيه مصلحة لهم، وبالتالي فالإنسان المسلم يطيع الله عز وجل وفي نفس الوقت يحقق مصلحته، مبرزة أن الأطفال الذين يبدؤون الصلاة قبل عشر سنوات لا يصابون بأمراض الظهر فيما بعد.