في سياق تطورات وتداعيات الصراع و”البوليميك” السياسي، الدائرة رحاه بين كل من محمود أبيدار رئيس جماعة المحبس بإقليم أسا الزاك، وعبيدي طه، رئيس جماعة “أجديرية” بإقليمالسمارة، على إثر تقديم هذا الأخير ملتمسا إلى عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية لأجل ضم منطقة “المحبس” للنفوذ الترابي للجماعة التي يرأسها وما تخللها من تصريحات إعلامية التي أدلى بها مجموعة من “العائدين” بمدينة السمارة حول ما أسموه بالاستهداف والحيف الذي طالهم من طرف رئيس جماعة المحبس أثناء تعليقه على ملتمس رئيس جماعة أجديرية ورسالته إلى وزير الداخلية بأنها فكرة ربما جاء بها عبيدي طه من مخيمات تندوف العائد منها بعد إعلان المغفور له الحسن الثاني بأن الوطن غفور رحيم. وفي هذا الصدد عبر محمود أبيدار رئيس جماعة المحبس في تصريح ل”برلمان.كوم” عن استغرابه من تحوير كلامه وما قيل في حقه بالسمارة من طرف مجموعة “العائدين” المذكورة. وأكد المتحدت أنه لم يقصد بكلامه كل العائدين وإنما عائد واحد ووحيد، (طه عبيدي) مشيرا إلى الدور البناء والفعال الذي تقوم به فئات واسعة منهم اليوم عبر اندماجهم داخل الوطن وإخلاصهم في خدمة الوحدة الترابية للمغرب سواء بعملهم أو أفكارهم البرّاقة ضاربا المثل بكل من عمر الحضرمي والبشير الدخيل ونور الدين بلالي إلى جانب شخصيات سياسية واجتماعية أخرى. وأضاف أبيدار ل“برلمان.كوم“، أنه لا يجب تهريب النقاش الحالي وإلباسه رداء القبلية لأن محبته لقبائل “الركيبات” ثابتة ولا غبار عليها، وأنه يكن لأبنائها الاحترام والتقدير بشقيهم “ك” و”ق” خصوصا وأن رابطة دموية تجمعه بهم عن طريق أخواله وهو ما يزيد من حجم المودة موازاة مع تواجد أعضاء منتخبين بالجماعة الترابية التي يرأسها ينمتون لهذا المكون القبلي الهام والذي يعتبر في نظره إلى جانب قبائل “أيتوسا” “عظم بلا مفصل” وجسد واحد إذا مرض جزء منه تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى. وفي تعليقه على الخرجة الإعلامية التي قام بها رئيس جماعة أجديرية عبيدي طه بعد اجتماع عدد من منتخبي إقليمالسمارة مع وزير الداخلية الأربعاء المنصرم، قال “محمود أبيدار” إن الأمر لا يعدو أن يكون هروبا إلى الأمام، وأنه تضليل للرأي العام المحلي، ومحاولة لإقحام وزارة الداخلية والتأثير عليها بمجموعة من المغالطات والادعاءات الكاذبة، على غرار ادعائه بهتانا أن شيوخا وأعيانا من قبائل “أيتوسا” قد ربطوا الاتصال به مؤكدين له تبعية منطقة المحبس لإقليمالسمارة وهو أمر غير صحيح وإن كان ذلك، فعليه أن يتحلى بالجرأة ويسمي هؤلاء الأعيان والشيوخ بأسمائهم وصفاتهم. واستنكر محمود أبيدار الخرجة الإعلامية لرئيس جماعة أجديرية واعتبرها تلاعبا خطيرا بهيبة وزارة الداخلية، ومسا بصورتها من خلال تصريح عبيدي للصحافة ب”أن اجتماعه مع شخص الوزير حول عدد من المطالب والملفات، لم يتم رفضها وفي نفس الوقت لم يعط أي وعد في شأن تنفيذها”. وأشار ذات المتحدث إلى أن “تلك التصريحات هي تشويش خطير وغير مسبوق على عمل وزارة الداخلية وتسفيه لها ومحاولة لبعث خطاب تضليلي وخطير إلى ساكنة مخيمات تندوف، وكأنه يريد القول لهم بأن الوزارة لا تأبه بأوضاع الصحراء والصحراويين لأجل إثارة البلبلة والفتنة بهذا التوقيت الحساس الذي تمر منه قضية الصحراء المغربية”. ولم يفوت أبيدار في تصريحه ل”برلمان.كوم” دعوته مجددا لرئيس جماعة أجديرية بالكف والتراجع عن ملتمسه لوزير الداخلية لضم منطقة المحبس إلى نفوذ الجماعة التي يرأسها والاعتذار عن ذلك، داعيا إياه إلى عقد اجتماع عاجل على نفقته الخاصة بين برلمانيي وأعيان قبيلة “أيتوسا” وبرلمانيي وأعيان قبيلة “الركيبات” وإقامة مأدبة تليق بالجميع يكون فيها الاحتكام إلى لغة العقل ومناقشة هذا التطور والمنزلق غير المقبول، واستغلال الفرصة لوضع اليد في اليد والبحث عن السبل الكفيلة لأجل جلب مشاريع تنموية واقتصادية تعود بالنفع على الجماعتين الترابيتين “المحبس” و”أجديرية” وبما ينعكس أيضا على الساكنة ويسهم في رخائها وازدهارها.