يبدو أن لقطة تجاهل الرئيس الأمريكي جو بايدن، لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الذي حاول التقرب منه أثناء توجههما للقاعة التي احتضنت اجتماع زعماء دول حلف شمال الاطلسي "ناتو" التي انعقدت الأسبوع الماضي بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، لم تكن عفوية بقدر ما كانت هناك أسباب دفعت الرئيس الأمريكي "لاحتقار" سانشيز وإدلاله أمام العالم. ولعل ما يفسر موقف الإدارة الأمريكية الحالية من حكومة سانشيز، هو ما كشفت عنه صحيفة "OK DIARIO " الإسبانية، بخصوص استبعاد إسبانيا من المشاركة في المؤتمر الثاني حول الملف الليبي الذي سينعقد يومي 23 و 24 يونيو ببرلين، ومشاركة المغرب بطلب من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادرها الدبلوماسية، أن مؤتمر برلين ليس الأول الذي تم تغييب فيه إسبانيا وإقصائها، وإنما سبق وأن تم استبعادها من قمتين سابقتين وهما اللقاء الأول ببرلين واجتماع دول منطقة شنغن، تمت خلالهما مناقشة قضايا حاسمة كالإرهاب وملف الهجرة، حيث ظلت الحكومة الحالية تدعي بأنه لاوجود لأي مصلحة لإسبانيا في المشاركة في هاتين القمتين، في الوقت الذي كشفت فيه ذات المصادر الدبلوماسية لصحيفة OK DIARIO أنه لم تكن هناك أبدا أية محاولة لدعوة إسبانيا لهما. وأشارت ذات الصحيفة، بأن سبب استبعاد إسبانيا من المشاركة في هذه القمم التي تعرف حضور دولا كبيرة داخل وخارج الإتحاد الاوروبي وكذا أمريكا والمغرب، هو عدم قدرة حكومة سانشيز على التصدي لمشكل الهجرة واعتبار إسبانيا بوابة رئيسية لعبور المهاجرين الشرعيين لأوروبا. يشار إلى أنه سينطلق غدا الأربعاء وسيمتد إلى يوم الخميس المؤتمر الثاني حول ملف الأزمة الليبية بالعاصمة الألمانية برلين، وبمشاركة دول ألمانيا والمغرب وتركيا وفرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة وايطاليا...، من أجل مناقشة الملف الليبي الذي لعب المغرب دورا كبيرا فيه وقطع أشواطا مهمة في طريق حله، بعد اتفاق الصخيرات واجتماعات بوزنيقة وطنجة، مما جعل ألمانيا مضطرة لاستدعائه بعد تيقنها من دوره الكبير في هذا الملف، للمشاركة في هذا المؤتمر الثاني بعد إقصائه من الحضور في المؤتمر الأول.