أقصى الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الاسباني بيدرو شانسيز من الحوار التشاوري عبر تقنية الفيديو الذي أجراه مع رؤساء ورؤساء وزراء ومسؤولي الاتحاد الأوروبي يوم امس الإثنين 24 يناير الحالي. وذكر بلاغ صادر عن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي استدعى لهذه المشاورات عددا كبيرا من كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، ومنهم رئيسة المفوضية الاوروبية، ورئيس المجلس الاوروبي، والرئيس الفرنسي،والرئيس البولندي، والمستشار الالماني، ورئيس الوزراء البريطاني، ورئيس الوزراء الايطالي وغيرهم، للتطرق الى القضايا المستعجلة المرتبطة بالتوثر المتزايد بين روسيا وأوكرانيا. وتساءلت الصحافة الاسبانية عن سر هذا الإقصاء الذي وصفته بالقاسي في هذا الوقت بالذات، واعتبرته استبعادا ممنهجا واستراتيجيا سيؤدي حتما الى شهور من البرود والتوثر بين الولاياتالمتحدةواسبانيا. وفي هذا الصدد قدم موقع جريدة"الإسبانيول" معطيات تحليلية حول ابعاد هذا الاقصاء وحيثياته، مذكرا بكون رئيس الوزراء الاسباني ووزيرة الخارجية زارا في الأيام القليلة الماضية الولاياتالمتحدة، في خطوة لالتماس الدعم وممارسة الضغوط على المغرب، عبر سحب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، "فكان الرد الامريكي عبارة عن صفعات متتالية واقصاء ممنهج وخطير لاسبانيا" حسب استنتاجات مصادر اعلامية ودببوماسية اسبانية. وذكرت الجريدة عبر موقعها الإلكتروني بأن اسبانيا بادرت بسرعة لاعلان التزامها بقرارات حلف الشمال الاطلسي، واستعدادها لنشر قوات مقاتلة قوامها 350 جندي، وسفن حربية، لمواجهة أي تهديد روسي يمس بسلامة الحدود الأوكرانية، "وبالرغم من اجتهادها في المبادرات، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية أدارت لها بالظهر، رافضة أي تأثير على مواقفها بخصوص حليفها الاستراتيجي على مستوى افريقيا المغرب". ولم تخف جهات دبلوماسية اسبانية امتعاضها الشديد من قرار الرئيس بايدن، بالرغم من أن اسبانيا تستضيف في شهر يونيه المقبل، مؤتمر قمة حلف شمال الأطلسي، الذي سيطرح خطة جديدة للتحالف بين مكونات هذا الحلف، بما فيها مواجهة النفوذ الصيني والروسي، إلى حد امكانية اعتبارهما عدويين استراتيجيين.