أفادت دراسة بريطانية حديثة، نشرت نتائجها اليوم الأحد في دورية (تقارير علمية)، بأن الاكتئاب يمكن أن يحدث تغييرات سلبية في هيكل وأنسجة الدماغ، ما يستدعى ضرورة تطوير أساليب أكثر فاعلية في علاج الاكتئاب. وللوصول إلى نتائج الدراسة، فحص الباحثون من جامعة إدنبرة أدمغة أكثر من 3 آلاف شخص، باستخدام تقنية مطورة لتصوير الدماغ، لرصد تأثير الاكتئاب على المخ.
ووجد الباحثون، أن الاكتئاب يحدث تغييرات في أجزاء من الدماغ معروفة باسم المادة البيضاء، وهي مجموعة من الأنسجة التي تربط مناطق الدماغ، ووظيفتها نقل المعلومات بين مناطق الدماغ وباقي أعضاء الجسم، وتملأ ما يقرب من نصف الجمجمة.
وأوضح الفريق أن المادة البيضاء هي عنصر رئيسي في الدماغ، ويرتبط أي تعطيل أو تغير فيها بمشاكل في معالجة العاطفة ومهارات التفكير.
وقالت هيذر والي، قائد فريق البحث بقسم الطب النفسي في جامعة إدنبرة إن "الدراسة تكشف أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لديهم تغيرات في أنسجة المادة البيضاء من الدماغ".
وأضافت أن "فهم الآليات التي تحدث بها هذه التغييرات في الدماغ سوف يعطينا فرصة لتطوير أساليب جديدة وأكثر فعالية لعلاج الاكتئاب، والحد من تأثير تلك التغييرات على المزاج".
وكشفت منظمة الصحة العالمية، في أحدث تقاريرها، أن أكثر من 4 في المئة من سكان العالم يعانون الاكتئاب، وأن 80 في المئة من حالات الاكتئاب والأمراض العقلية تقع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وأوضحت المنظمة، أن التقديرات تكشف أن 322 مليون شخص عانوا من اضطرابات مرتبطة بالاكتئاب في 2015 بزيادة 18.4 في المئة في 10 سنوات.