لم يعد حديث اخر بمدينة أصيلة في الأونة الأخيرة، سوى الحديث عن ظاهرة الإحتلال الملك العمومي التي استفحلت ونمت في كل أرجاء جوهرة الشمال بشكل لا يطاق، لدرجة أصبحت فيها ساكنة مدينة أصيلة تستغيث السلطة من أجل الحد من هذه الظاهرة. ان ظاهرة احتلال الملك العمومي لكل ما تحمله الكلمة من معنى، أصبحت ظاهرة اجتماعية تستوجب التدخل والردع، فإضافة لتشويه معالم وجمالية المدينة، هناك عدة اشكاليات وظواهر اجتماعية تخفيها هذه الظاهرة التي نمت في ظل صمت مريب للسلطات بالمدينة. فأينما وليت وجهك في مدينة الفنون والثقافة سوف تجد مقاهي والمطاعم والمحلات التجارية تستولي بشكل قبيح على الملك العمومي، وأينما وطئت قدميك في العديد من الأصياء والأسواء سوف تجد "الفراشة"، أو الباعة المتجولين الذين يأتون من مدن أخرى يستولون على الطريق من أجل بيع منتوجاتهم، غير ابهين بنظافة المكان، وبخلق أزمة في الشارع الذي خصص لممر الراجلين والسيارات. محمد بنعلال المشهور ب (أوباما)، وخو مواطن مغربي زيلاشي مقيم بالديار الأمريكية، أكد في تصريح لشمال بوست: "أن استغلال الملك العمومي، وبهذه الطرق الهمجية، التي صارت تعتمد على القوة، وأمام أنظار السلطات المسؤولة، وبمباركة أناس من مستغلي السياسة ليجدوا منفذا لخروقاتهم المعتادة والمتكررة، على جميع شوارع المدينة وأزقتها". وأضاف ذات المتحدث أن هذا النوع من الاستغلال الذي صار يجد معارضة حادة، من قبل الساكنة، ومنظمات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية، التي صارت معنية، بدورها، لأن هذا الإستغلال لا يمكن أن ينتج إلا الفوضى والعشوائية، حتى أصبح الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه مدعو "النضال"، ليس هو العمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، لإخراج المجتمع من واقع التخلف المزمن، إلى واقع التقدم الشامل، باعتباره حلما إنسانيا، بل هو كيف تمارس الانتهازية -التي صارت قاعدة اجتماعية- لتعميق استغلال الملك العمومي، والسطو عليه، وفي واضحة النهار، وأمام أنظار مسئولي السلطات المحلية، وبمباركة العفاريت، الذين يعتبرون أنفسهم أرباب نعمة مستغلي الملك العام.
وفي ظل الفوضى التي تعيشها المدينة، يستغرب عدد من الفاعلين باصيلة الصمت المريب لسيد باشا مدينة أصيلة، الذي لم يكلف نفسه حسب عدد من التصريحات استقتها شمال بوست من ساكنة المدينة، عناء التدخل والتحمل المسؤولية لردع مثل هذه السلوكيات المرفوضة. صمت الباشا يقابله أيضا صمت كبير للقياد الذين يتلقون منه التعليمات، فهل يتحرك الرجل الأول في مدينة أصيلة لإيقاف هذه الظاهرة؟