تعتبر غمارة بلا منازع أرض العلم و العلماء و الخيرات و الخصوصيات النادرة جدا ، التي اختصت بها المنطقة عن غيرها من ربوع العالمين العربي و الإسلامي ، و من ذلك اعتبارها مستقرا لكبار الأولياء و المجاهدين و الفاتحين و طلبة العلوم الشرعية و العلوم المختلفة . نسرد هنا مقتطفا تعريفيا يخص العارف بالله الولي الصالح سيدي أحمد الفيلاي ، المنشور المقتطف بجريدة الشمال ضمن بحث / مقال مطول شمل المنطقة الغمارية ، قام به ابن غمارة عبدالإله الوزاني التهامي . ... " و من أولياء الله المشاهير بأرض غمارة، الشيخ سيدي أحمد الفيلالي، القادم حسب عدة روايات من تافيلالت جنوب المغرب، وحكى لي الأستاذ أحمد الأزرق (رجل تعليم ورئيس أسبق لجماعة اسطيحات) أن قدوم سيدي الفيلالي إلى غمارة كان بإشارة غيبية من النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فقصد سيدي الفيلالي فجا عميقا يسمى «اللجوج» بإحدى قمم بني بوزرة. أخذ الشيخ أحمد الفيلالي طريق السلوك إلى الله عن شيخه أبي محمد سيدي عبدالله الغزواني دفين مراكش، ويروى أن هذا الشيخ (الغزواني) عندما قدم إليه أحمد الفيلالي ليلقنه الورد وأصول الطريقة، قال: «لا إلاه إلا الله سيدي أحمد الفيلالي، نحن أكبر منه سنا وهو أكبر منا فضلا» (انظر الروض المنيف). وضريح سيدي أحمد الفيلالي مشهور ببني بوزرة الغمارية، حيث وفى سكان القبيلة بوصيته التي أكد لهم فيها على دفنه على رأس قبة جبل مرتفع ليرى ضريحه برا وبحرا. و قد حضر لجنازته عدد كبير جدا من المشيعين، وصلى عليه الولي الصالح سيدي محمد بن سيدي عبدالله الهبطي ورابط على قبره أسبوعا كاملا، يتلو القرآن ويذكر الله ويصلي على النبي، وقبل مغادرته قبر أحمد الفيلالي خطب في الناس قائلا: «أسعدكم الله يا غمارة بهذا الولي الكريم»، ونظرا لمكانة سيدي الفيلالي في قلوب أهل غمارة، فقد ذبحت في جنازته مائة من الثيران والعجول، ومن المعز والغنم ما يزيد على الألف. انظر مخطوط (الروض المنيف. ص 287). وقد وفر الأهالي لهذه الذبائح ما يلزم من مواد غذائية ونحو ذلك مما يحتاجه الناس. كانت جنازته رضي الله عنه ك«لمة» أو «موسم» اجتمع فيهما القوم لذكر الله وتلاوة القرآن والصلاة على النبي والتخشع والمديح. أرشيف جريدة الشمال 2000