و مدونة السير التي تمت المصادقة عليها في البرلمان على الأبواب، لا تخلو النشرة الرئيسية من إخبارنا كل مساء بكثير من حوادث الطريق التي تتزايد يوما بعد يوم عبر طرقات المملكة. و علينا أن نتساءل عن سرٌ استفحال هذه الظاهرة: هل مردٌ ذلك ضرب السائقين بالقوانين عرض الحائط؟ هل السبب هو استهتار الراجلين بالقانون و تعريض حياتهم للخطر؟ هل البنية الطرقية التحتية لها دور في ذلك؟ أم أن المشكل يمكن ردٌه إلى كل ما ذُكر آنفا ؟ و لنا مثال في حاثتين وقعتا بإقليم الحسيمة خلال الأسبوع الماضي. فيوم الأحد 12 شتنبر وقعت حادثة على بعد حوالي 30 كيلومترا من مدينة الحسيمة أدت إلى هلاك شخصين من طرف سيارة أجرة. و حسب شهود عيان كان سبب ذلك هو سرعتها المفرطة و زيغها عن الطريق لما حاول السائق تجنب سيارة أخرى كانت في الاتجاه المعاكس، لتدهس شابين في مقتبل العمر كانا على هامش الطريق، مع نجاة آخر كان برفقتهما. أما الحادثة الثانية فكان مسرحها بني بوعياش يوم الثلاثاء 14 شتنبر 2010، حيث أصابت سيارة كانت تسير بسرعة جنونية داخل المدار الحضري شخصا كان يهم بقطع الطريق دون أن يلتفت لا يمنة و لا يسرة. و لكن الألطاف الإلهية حالت دون مصرعه رغم أنه أصيب في عدة أجزاء من جسمه، نُقل على إثرها إلى المستشفى. هاتان الحادثتان ليستا إلا غيضا من فيض مما يقع في بلدنا على الطرقات. و يلاحظ أن جل الحوادث سببها السرعة المفرطة. لكن الراجلين كذلك يتحملون نصيبهم من المسؤولية، لعدم الانتباه وعدم السير فوق الرصيف المخصص لهم. أما السبب الآخر للحوادث فهو سوء أحوال الطرق في بعض الأجزاء المنسية من مناطق المغرب. فلنتٌق الله لدى قيادتنا للسيارة، و لنستعمل السرعة التي يسمح بها القانون، و أظن أن قتل شخص نتيجة السرعة المتجاوزة تدخل ضمن القتل العمد الذي لا تنفع معه لا شفاعة و كفارة.