الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة و التي تبين بجلاء همجية آلة القمع الصهيوني حركت الضمير الإنساني برمته خصوصا بعد المشاهد المؤلمة التي تتناقلها وسائل الإعلام بشكل يومي لطاحونة القتل و الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وسط صمت غربي مفهوم و آخر عربي غير مفهوم !! لقد نقلت مشاهد القتل و الدمار ساحة المعركة من جغرافيا غزة إلى أذهان المثقفين و الفلاسفة المعاصرون ممن لم يفرط بعد في ضميره وسط الضجيج الإعلامي المكثف و المصطلحات المختلقة التي تحاول تشويه الحقيقة و انتاج وعي اخر يخدم اجنداتها الخسيسة لإقبار الحق الفلسطيني في أرضه ووطنه .من بين أبرز الفلاسفة. المعاصرون ممن وجد في الحرب الإسرائيلية همجية عنصرية الفيلسوف الأمريكية اليهودية جوديث بتلر التي وصفت الحرب في غزة " بالإبادة الجماعية " التي تريد القضاء على شعب كامل و القضاء على حقه في دولة مستقلة و تعتبر بتلر واحدة من الفلاسفة و المثقفين ممن وقع رسالة مستعجلة إلى الرئيس الأمريكي قصد العمل على إيقاف الحرب سريعا في غزة . كما عبر الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك المتخصص في تجليات الايديولوجية المعاصرة على الحياة العامة بمعرض فرانكفورت للكتاب عن تصنيفه للحكومة الإسرائيلية بالثيوقراطية المتشددة التي تلغي مبادئ التعايش السلمي و اعتبر انه من السخف لوم الفلسطينين لرفضهم التفاوض مع إسرائيل... من جانبه عبر ديفيد بيناتار الفيلسوف الجنوب أفريقي و صاحب نظرية " اللا انجابية" عن امتعاضه من التصرفات الإسرائيلية رغم ميله إلى الأطروحات الصهيونية بشكل عام . بالإضافة إلى الفيلسوف الإيطالي جورجيو اغامبين الذي اعتبر مجازر الإحتلال إبادة مقيتة و صرخات الأطفال و النساء في غزة لا تحرك شيئا في اذهان المسؤولين الإسرائيليين و ان تجاربهم في جامعة تل أبيب حول " الم النبات عند اجتثاثه " لا يساوي شيئا أمام صم الاذان عن آهات البشر و هو ما كرره مرات متعددة. هذه المواقف تعيد الاعتبار إلى الفلسفة كمحرر للتفكير الممغنط او التفكير الدخيل الذي يفتقد الأصالة المعرفية و الحرية الشخصية او التفكير الخادم لأجندات غربية تعمل معول الهدم في البشرية عبر آلية الثقافة و العولمة. الذكاء الاصطناعي ووحدة النوع البشري و غيرها من الشعارات التي سقطت اليوم تحت اقدام أطفال و نساء غزة الأحرار. رحم الله الشهداء .
