مغربيان في قبضة الأمن الهولندي بتهم تهريب الكوكايين وغسل الأموال

شهدت محكمة هولندية، يوم الخميس، أولى جلسات المحاكمة العلنية لرجل الأمن "يحيى ه." (40 سنة) وشريكه المفترض "حفيظ أ." (42 سنة)، عقب توقيفهما خلال عملية أمنية واسعة جرت في فبراير الماضي. ويتابع الاثنان بتهم ثقيلة تتعلق "بالاتجار في الكوكايين وغسل الأموال"، بعد تحقيقات كشفت أن الشرطة كانت ترصدهما منذ سنة 2020.
التحقيقات التي أجراها جهاز الشرطة بتعاون مع الاستخبارات الجنائية والشرطة المالية، أظهرت أن يحيى ه.، وهو مالك شركة للامن الخاص منذ 2007، استغل أنشطة شركته التي كانت تقدم خدمات أمنية لمؤسسات عمومية وحساسة، مثل مراكز علاج الإدمان وبلديات محلية، كغطاء لنشاط إجرامي متعلق بتهريب المخدرات على نطاق واسع.
أما حفيظ أ.، وهو مالك شكلي لمؤسسة للضيافة في مدينة أيندهوفن، فقد بدأ يثير الشكوك منذ 2020، عندما كشفت الشرطة عن محادثات مشفرة على تطبيق Sky ECC بين مهربين، أحدهم كان مجهول الهوية. بعد تحقيقات دقيقة، تم التعرف عليه كونه حفيظ أ.، حيث رجحت الشرطة أن شقيقه وضع الشركة باسمه. المثير أن الرجل لم يكن يتوفر على أي دخل رسمي، لكنه كان يتنقل بسيارة "بورش ماكان" الفاخرة.
معلومات توصل بها فريق الاستخبارات الجنائية في دجنبر 2023 أكدت أن يحيى ه. وحفيظ أ. يعملان سويا في تهريب الكوكايين، ويستعملان شركات قانونية كواجهة لنشاطاتهما غير المشروعة. ومنذ ذلك الحين، تسارعت وتيرة التحقيق.
وقد اعتمد المحققون على محادثات مشفرة تم فك شفرتها، إضافة إلى تنصت سري داخل سيارات المتهمين، حيث تم تسجيل محادثات تتعلق بتهريب الكوكايين في شحنات قهوة، وكذا عمليات احتيال على عملاء شركة سيكتور وتبييض أموال بطرق معقدة.
وفي 5 فبراير، شنت الشرطة مداهمات متزامنة شملت العشرات من المنازل والمكاتب في مناطق ليمبورخ، شمال برابانت وخيلدرلاند، وأسفرت عن توقيف سبعة أشخاص، من بينهم محاسب شركة سيكتور وموظفة إدارية، إلى جانب شخصين آخرين ضبطت بحوزتهما أسلحة نارية.
في الوقت الراهن، لا يزال كل من "يحيى ه." و"حفيظ أ." رهن الاعتقال، في انتظار ما ستكشف عنه الجلسات المقبلة من هذه القضية التي تثير جدلا كبيرا في الأوساط الأمنية والسياسية، خصوصا مع تورط شركات كانت تقدم خدمات لمؤسسات الدولة.