لكل تحالف أو حلف خصوم وأصدقاء، هذا ما تقوله القاعدة الذهبية في علم التحالفات، وهذا ما قد يتبلور على أرض الواقع علما آن العلاقة بين المغرب وجنوب إفريقيا لم تصل بعد إلى مستوى الحلف ولا التحالف، لكنها تململت كثيرا بعد اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك محمد السادس ورئيس جنوب إفريقيا «زوما» على هامش القمة الأوربية الإفريقية التي انعقدت بأبيدجان. منذ اللحظة التي تصافح فيها الطرفين، والتحاليل التي تفترض استكمال التقارب بين البلدين تتواتر على نطاق واسع، على حد قول متتبع للشأن الإفريقي، والذي أثار انتباهنا إلى أن وكالة المغرب العربي للأنباء، ومنذ ذلك اللقاء، نشرت الكثير من التحاليل التي تساير هذا التوجه والهدف والسياق، وكتبت على لسان خبراء في مجالات متعددة من جنوب إفريقيا، يؤكدون أن التقارب بين البلدين قادم وبإمكانه أن يحدث نقلة خاصة في القارة السمراء. لأول مرة يلتقي فيها الطرفين في ذلك الحدث، ويقول فيها حزب هذا الأخير في جنوب إفريقيا إن المملكة المغربية بلد إفريقي تحتاجه إفريقيا، وإذا كان البعض يعتبر مثل الكلام مجرد تصريجات ديبلوماسية معسولة تنمحي مع طلوع شمس اليوم الموالي، فإنها في نظر مصدرنا تصريحات مسؤولة. ويشرح نفس المصدر أن أولى المؤشرات عن وجود تقارب فعلي ميداني بين المغرب وجنوب إفريقيا، كون هذه الأخيرة لن تلجأ نهائيا إلى عرقلة مرور السفن المغربية المحملة بالفوسفاط على مياهها الإقليمية. بمعنى آخر، لن تخضع جنوب إفريقيا لضغط البوليساريو أو الجزائر أو غيرهما، للحجز على شحنات الفوسفاط القادمة من الصحراء المغربية والمتجهة إلى دول آسيا وأخرى عبر جنوب إفريقيا، وهي في نظر نفس المصدر أولى الضربات التي ستتلقها جبهة البوليساريو في الآونة الأخيرة. وإذا أضيف إلى هذا التقدم كون الاتحاد الأوربي أعلن قبل يومين عن ارتياحه الكبير للآثار الاقتصادية والاجتماعية لاتفاق الصيد البحري مع المغرب، فإن الضربات ضد البوليساريو ستتوالى.