في أحضان شالة الأثرية وبين أسوارها التاريخية، ومع غروب شمس اليوم الثلاثاء، تألقت المغنية الإسبانية ألبا مولينا، خلال حفل فني سطعت فيه نغمات الفلامينكو، وسافر بجمهور الدورة ال 18 لمهرجان « موازين.. إيقاعات العالم »، في جولة بين دروب الموسيقى الغجرية. واستهلت الإسبانية ألبا مولينا، التي استقبلها محبوها بتصفيقات حارة، هذا السمر الموسيقي، بأغنية « ديمي سي أس مينتيدو ألغونا بيث » (قل هل كذبت ذات مرة) لترسم أبجديات فن فلكلوري غنائي موسيقي عربي- أندلسي اندمجت فيه النجوى والشكوى بالفرح واللهو السعيد. وقدمت، ابنة الثنائي الإسباني الشهير لولي مونطويا ومانويل مولينا (المعروف باسم لولي ومانويل)، رفقة عازف القيتار خوسيليتو أسيدو، عرضا مليئا بالعواطف والتاريخ تغنت فيه للحب والحياة والتضامن والوفاء والطبيعة، بصوتها الشجي الذي جمع من حولها عشاق هذا الفن الأندلسي الغرناطي. وبين أوتار القيتارة ورفرفة طيور اللقلاق التي تميز المكان، عبرت ألبا الغجرية عن سرورها بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية، وعن حبها للمغرب المتميز بثقافته الفريدة ومآثره التاريخية وتنوع مطبخه الغني. وأدت ألبا مولينا باقة من أغاني أبيها، من قبيل « بينتي كون ميغو » (تعال معي أيها الصبي)، و »الريو كوادا لكيبير » (الوادي الكبير)، و »طوضو إس كولور » (لكل شيء ذوق)، وكلها قصائد انتقلت فيها من نعي موت أبيها إلى التغني بمآثر الأندلس التاريخية، وذلك بأداء كله إحساس وحنو وشفقة. وبغناء نابع من الحنجرة وأنغام قيتارة الفلامنكو المتأثرة بالعود، ودعت ألبا مولينا جمهور قلعة شالة المحصنة، بإهدائه قصيدة « مي نينيو » (صغيري)، في استعراض فني مذهل اكتشف فيه الحضور منجما غنيا من المتعة الفنية الراقية والنبيلة والمؤثرة. وتحت عنوان « من بيناريس إلى خيريز »، لا يزال جمهور موازين (21- 29 يونيو الجاري) مع العديد من المفاجآت التي سيحتضنها بالموقع الأثري شالة، المصنف من طرف اليونسكو تراثا عالميا، مع موسيقى شعوب من أصول أقاصي الهند وأفغانستان، وإيران وتركيا والبلقان وحتى الأندلس، والتي تحتوي ألوانا موسيقية عدة منها: « الكتحاك، والفلامنكو، وتزيغان، وكلزمر ». ويعتبر مهرجان موازين إيقاعات العالم، الذي رأى النور سنة 2001، موعدا لا محيد عنه لهواة وعشاق الموسيقى بالمغرب، ويقترح طيلة تسعة أيام برمجة غنية تجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، ويجعل من مدينتي الرباط وسلا مسرحا لملتقيات متميزة بين الجمهور وتشكيلة من الفنانين المرموقين. و.م.ع – عماد أوحقي