دعت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، اليوم الجمعة بالرباط، إلى بلورة مبادرات جديدة لمواجهة ظاهرة العنف المبني على العنف المتداول في العالم الافتراضي. وأبرزت بوعياش، خلال يوم دراسي نظمه الكرسي الأكاديمي للا مريم للمرأة والطفل، تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، حول موضوع « العنف المبني على النوع »، أنه يتعين الانتباه اليوم إلى نوع متنام من العنف يهم السياقات التي تستخدم فيها الوسائط التكنولوجية، معتبرة أن شبكة التواصل الاجتماعي أضحت أكثر تهديدا بممارستها لأشكال عنف جديدة، وأكبر معيق لتطور المؤشرات الإيجابية لمناهضة العنف. وسجلت أنه أمام تعدد مجالات العنف المبني على النوع والتي تشمل السياقين العام والخاص وسياقات الأسرة والمجتمع المحلي ومكان العمل، والأماكن العامة، والترفيه، والسياسة، والرياضة، تم اعتماد قوانين خاصة لمناهضة العنف المبني على النوع واستراتيجيات وطنية في عدد من الدول. وتابعت أن هذه التدابير، وإن تضمنت مجموعة من الأحكام القاضية بحماية السلامة الجسدية والنفسية والتمكين من سبل الانتصاف وتوفير المعرفة الكافية لضحايا العنف بحقوقهن ودعم ولوجهن إلى العدالة، إلا أنها أبانت بجلاء أن الظاهرة أكبر من أن تكون محاربتها قانونية فقط، لأنها بحاجة لاعتماد الجوانب الغير القانونية، أي ذات الأبعاد الاجتماعية والثقافية من جهة، وتلك التي تخلط بين المحظور والممكن والتقاليد الضاغطة من جهة أخرى. وشددت، في هذا الصدد، على ضرروة الوقوف على التمفصلات الاجتماعية والثقافية للظاهرة، والتي تهيمن فيها آليات تسوية المنازعات العرفية التقليدية والوساطة، التي تحول دون محاسبة الجناة وتيسر وتديم التسامح المجتمعي مع العنف، مما يجعله يأخذ أبعادا أكثر خطورة وبأشكال جديدة.