المفروض في العاملين في الميدان الصحي أن يتصفوا بالإنسانية والرحمة مع المواطنين، لكن ما نراه في بعض المؤسسات الصحية وخاصة المستوصفات العمومية أن بعضهم بعيدا كل البعد عن التعامل الإنساني خاصة الممرضين الذين يستقبلون المرضى ... وكرصد للواقع صبيحة يوم الجمعة بالمستوصف المجاور للمستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح وفي جو ممطر حضرت إمرة تبلغ من الكبر عتيا فطلبت من الممرض الذي كان في قاعة الاستقبال أن يسجلها لكي تزور الطبيب لكن هذا الأخير غضب في وجهها وصاح بصوت مرتفع (بعدي أللا من هنا..؟؟) ولما استفسرنا عن السبب تبين لنا أن هذه العجوز لم تصاحب معها الدفتر الصحي الخاص بالمرأة. لكن لنفترض أن هذه السيدة لم تحضر هذا الدفتر، لا يجب التعامل معها بهذه الطريقة التي لا تمت بمهنة التطبيب بصلة، فالناس ليس كلهم مثقفون وأن الأغلبية العظمي التي تأتي للمستوصف من الأسر المعوزة والفقيرة ومنهم من لم يلج باب المدرسة في حياته. كما أن إدارة المستوصف وجب عليها إشعار المواطنين وخاصة النساء باستحضار الدفتر الصحي الخاص بالمرأة عوض الكتيب الصغير الذي كان معمول به في السابق . وهذه المعاملة تكررت مع أكثر من إمرة ومنهن من جاءت من مكان بعيد كالدوار الجديد وسيدي أحمد الضاوي.... فرحمة بالمواطنين فلولا الفقر لما اضطر أحدهم المجيء إلى المستوصف ولغيروا وجهتهم إلى إحدى المصحات الخاصة، ورغم الشعارات التي ترفع في ميدان الصحة وخاصة شعار مجانية التطبيب لازلنا بعيدين كل البعد عن ذلك.