المخرجة السينمائية حنا أزولاي فحوار مع "كود": مزال مكنعسش مور هجوم حماس الإرهابي وأنا مناضلة يسارية تنأمن بالتعايش وكنتابع بخوف ما يحدث في غزة وقلبي مع الأطفال والنساء والمواطنين ..وبزاف ديال القتلى والجرحى فهجوم حماس من أصل مغربي

كشفت حنا ازولاي اسباري، ممثلة ومخرجة سينمائية، من أصول مغربية (باها ومها أمازيغ كيهضرو بالشلحة)، كيفاش عاشت كواليس هجوم حماس يوم 7 أكتوبر على إسرائيل، واللي وصفاتو ب"النهار الملعون واللي هيبقا خالد في تاريخ البلاد إلى الأبد، بحيث اخترقت منظمة "حماس" الإرهابية القاتلة حدود إسرائيل وقتلت أكثر من 1400 مواطن بريء".
وأضافت ازولاي ل"كود" :"حماس اغتصبوا النساء والبنات، وقطعوا بطون النساء الحوامل وحناجر الناس، وزرعوا القنابل اليدوية في أجسادهم، وحرقوا الناس، العجائز والأطفال، وخطفوا أكثر من 200 طفل وامرأة وشيوخ ورجال.".
وقالت حنا ازولاي بلي "كاين بزاف داليهود من أصل مغربي للي عايشين في المدن القريبة من الحدود مع غزة. فبلدة "نتيڤوت" مثلا، مدفون الصدّيق (الوالي) "بابا سالي" اللي جا من منطقة تافيلالت بالمغرب، وعايشين بزاف دالمغاربة حدى هاد المدينة. وكاين بزاف دالقتلى والجرحى من أصل مغربي في هذه المدن".
وبخصوص مستقبل العلاقات بين تل ابيب والرباط، قالت حنا :"أنه رغم الحرب، أعتقد أن العلاقة بين المغرب وإسرائيل تختلف عن جميع الدول العربية. بزاف من اليهود المغاربة حافضو على هويتهم المغربية حتى في الجيل الثاني والثالث وهم مليئون بالحب للمغرب. كما أننا نتلقى الكثير من الحب من المغاربة أنفسهم عندما نصل إلى المغرب، هادشي علاش تنتمنا هدشي يستمر".
وأضافت حنا، في حوار مع "كود"، :"أنا أؤمن بعبارة "المغاربة تيبقاو ديما مغاربة في كل مكان في العالم" هادشي علاش ختاريت باش نآمن بللي هنتجاوزو هاد الأزمة لأن السلام والعلاقات مع المغرب مهمان لجميع شعب إسرائيل ومنطقتنا".
وإليكم نص الحوار:
"كود": ممكن تحكي لنا ماذا جرى يوم 7 أكتوبر وكيف عشت الأحداث؟
حنا ازولاي:
في داك النهار، فقت مع الستّة والنص دصّْبح، على صوت الصفّارة (الإنذار) وجريت باش نبقى فغرفة الأمن (غرفة أمنية مخصصة في الرد على التهديد المستمر للصواريخ)، وكنت متأكدة بأنه كاين شي غلط حيت ماكانش شي تحذير منقبل على شي توترات أمنية، ولكن دغيا فهمت بللي حماس شنات حرب مفاجئة على إسرائيل. ومع مرور الساعات و الأيام، ولّى الخوف باين وما زال كاين لحد الآن. في هذاك النهار الملعون اللي هيبقا خالد في تاريخ البلاد إلى الأبد، اخترقت منظمة "حماس" الإرهابية القاتلة حدود إسرائيل وقتلت أكثر من 1400 مواطن بريء (العدد النهائي مازال مجهول محيت ماقدروش يحددو الهوية ديال كل الجتت عن طريق الحمض النووي)، واغتصبوا النساء والبنات، وقطعوا بطون النساء الحوامل وحناجر الناس، وزرعوا القنابل اليدوية في أجسادهم، وحرقوا الناس، العجائز والأطفال، وخطفوا أكثر من 200 طفل وامرأة وشيوخ ورجال.
لازمك تفهم بللي إسرائيل هي دولة صغيرة بزاف وبللي كل قرية تقع بالقرب من الحدود. على سبيل المثال، أنا أعيش على بعد حوالي ساعة من الحدود الجنوبية، ومن زهري ما وصلوش ليا! تنسكن في يافا، مدينتي العزيزة، هادي 14 عام. وهي مدينة الي فيها التعايش بين العرب واليهود بشكل جيد نسبيا، باستثناء فترات التوترات العسكرية. وأنا أصر على مواصلة العيش مع خوتنا العرب محيت تنآمن بالتعايش. وأيضا بسبب شهادات عائلتي اللي عاودولي على الحياة المتناغمة بين المسلمين واليهود في المغرب.
"كود": كيف هي أوضاع الجالية اليهودية المغربية في اسرائيل؟ هل بدورهم تعرضوا للقتل والتنكيل من طرف تنظيم حماس؟
حنا أزولاي:
كاين بزاف داليهود من أصل مغربي للي عايشين في المدن القريبة من الحدود مع غزة. فبلدة "نتيڤوت" مثلا، مدفون الصدّيق (الوالي) "بابا سالي" اللي جا من منطقة تافيلالت بالمغرب، وعايشين بزاف دالمغاربة حدى هاد المدينة. وكاين بزاف دالقتلى والجرحى من أصل مغربي في هذه المدن. لقد تسلل الإرهابيون إلى منازلهم وشوارعهم وأطلقوا النار على المدنيين الأبرياء. وعلى مسافة غير بعيدة من الحدود كانت حفلة فالطبيعة، رسالة دهاد الحفلة هي السعي من أجل السلام مع جيراننا العرب. بزاف دالناس من أفراد الجالية المغربية، وهم مواطنون شباب للي دوزو شوية دالوقت في هذا الحفل، تعرضو للقتل والاغتصاب والحرق أحياء على يد حماس.
"كود": هذه الحرب ضد حماس، لكن لماذا يسقط فيها الكثير من المدنيين بقطاع غزة من أطفال وشيوخ، هل يمكن ان تكون هناك حرب لا تستهدف المدنيين؟
حنا أزولاي:
شوف، هادي ماكانتش حرب بين جيش وجيش، ولكن كانت منظمة إرهابية اللي اخترقت حدودنا وقتلت مدنيين أبرياء بدون سبب. جاو بخرائط دقيقة للقرى والمدن وكانوا تيعرفو بالضبط شكون كان في كل دار. مشاو من باب لباب باش يقتلوا ويحرقوا عائلات بأكملها. وفي الوقت نفسه، داهموا حفلة الطبيعة اللي كان فيها آلاف الشباب، وذبحوهم واغتصبوا النساء بأبشع الطرق الممكنة. كما قتلوا العديد من العرب المسلمين والبدوْ اللي صادفوا طريقهم. على سبيل المثال فاطمة اللي كانت مع ابنتها الرضيعة وزوجها في الحقل. أطلقوا عليها النار وخلاو عشرة دلأطفال بلا أمهات. علاش؟!! أنا ماعرفتش علاش. هذا هو السؤال الكبير لهذا الهجوم الشرير اللي ما نقدروش نتخيلوه. أي دين أو أيديولوجية أو منظمة تحررية يمكن أن تدعم مثل هذه الجرائم؟!! أي؟!! هادشي ما يبغيه لا ربّي لا عبدو! تيفاخرو العرب دايمًا بالاحترام والتعاطف الذي يكنونه للضعفاء في المجتمع. أي شرف وأين الرحمة؟!! إنهم يتحدثون باسم الإسلام ولكن انا متأكدة أن هادشي لا علاقة له بالإسلام! حاخاماتنا في المغرب تحدثوا دائمًا مع رجال دينكم وحافظوا على الاحترام المتبادل بينهم. ما فعلته حماس هو جريمة ضد الإنسانية. ولم يتبعوا أي قوانين حرب أو اتفاقيات دولية أثناء الحرب. لقد تصرفوا باسم الأعراف البشعة التي تؤيد قتل اليهود لمجرد أنهم يهود! هم تيعلمو ولادهم على قتل اليهود لأنهم يعتقدون أننا لسنا بشر بل حيوانات وخنازير. والمفارقة هي أن معظم الكيبوتسات، والناس اليساريين مثلي، ناضلوا من أجل السلام ومعظم الجالية المغربية تعبر عن نفسها بالإنسانية والمساواة تجاه جميع البشر. لكن "حماس" منظمة يجب أن تختفي من العالم! مثل النازيين، مثل داعش.
"كود" تدافعين عن السلام وحل الدولتين، وهو نفس الرأي الكثير من الدول منها المغرب، هل يمكن يتحقق هذا الحل في ظل هذا الوضع؟ أو بمنى آخر هل انتهى مسلسل السلام؟
حنا ازولاي:
كنضن بللي ماعندي جواب على هاد السؤال، بالتأكيد ماشي في الوقت الحالي. ومازال كنداويو جراحنا وتنتمناو عودة المختطفين. ما تنعسش فاليل
منين تنفكر في الطفل للي عمرُ ثلاث سنين للي تيقلب على مُّو وهي مامعاهش حيت تقْتلات. كما أنني أتابع بخوف ما يحدث في غزة وقلبي مع الأطفال والنساء والمواطنين تماّ. ومن المؤسف أن حماس ماتتعاطفش معهم فحالي. هما ما ختاطفوش غير نسائنا وأطفالنا، ولكن اختطفو حتى 2.2 مليون فلسطيني للي عايشين في غزة، وهو يجلب عليهم الكوارث تلو الكوارث. الموت والمزيد من الموت. لقد قررت إسرائيل إسقاط حماس ومعاها الحق، ولكن من يدفع الثمن هم سكان غزة، وقادة حماس يختبئون فحال الفيران تحت ديورهوم في الأنفاق، وعندما يفجرونها سيؤذون السكان وماشي هم! كما تمنعهم حماس من الفرار رغم أن جيشنا يطلب منهم المغادرة. هؤلاء وحوش وليسوا بشر! شوف... سأسعى دائماً من أجل السلام، لكن الآن، مع وجود منظمة قاتلة تسيطر على سكان غزة الفقراء وتعرض حياتهم للخطر، هذا أمر مستحيل.
"كود": أنت من أصول مغربية، لك علاقة قوية بالمغرب، هل تعتقدين بأن العلاقات بين تل ابيب والرباط ستتطور أكثر رغم الحرب الحالية؟
حنا ازولاي:
أعتقد أن العلاقة بين المغرب وإسرائيل تختلف عن جميع الدول العربية. بزاف من اليهود المغاربة حافضو على هويتهم المغربية حتى في الجيل الثاني والثالث وهم مليئون بالحب للمغرب. كما أننا نتلقى الكثير من الحب من المغاربة أنفسهم عندما نصل إلى المغرب، هادشي علاش تنتمنا هدشي يستمر. أنا أعتقد هذا. أعتقد أنه أكبر مني ومنك. أنا أؤمن بعبارة "المغاربة تيبقاو ديما مغاربة في كل مكان في العالم" هادشي علاش ختاريت باش نآمن بللي هنتجاوزو هاد الأزمة لأن السلام والعلاقات مع المغرب مهمان لجميع شعب إسرائيل ومنطقتنا. إذا انهارت، فسوف نفقد كل الأمل وسنضطر إلى العيش في حرب إلى الأبد. وسيكون هذا بمثابة انتصار لإيران الشيعية التي تستخدم غزة السنية لتلبية احتياجاتها الاستعمارية والاقتصادية. أنا ماشي خبيرة كبيرة في الجغرافيا السياسية، ولكن يبدو لي أن الكتلة الإيرانية الصينية الروسية تحاول منع اتفاق السلام الذي بدأ يتشكل مع المملكة العربية السعودية من أجل منعها من أن تكون مورد النفط لدول الغرب. إن حماس وغزة مجرد قطع على رقعة الشطرنج الكبيرة. في الوقت الحالي، يعتمد السلام بين المغرب وإسرائيل على دعم الشعب. تنضن بللي الملك هو اللي كان دايما تيحمي كل المغاربة في العالم وهو باغي يحمينا حتى حنا.
"كود":علاش اخترتي مخاطبة المغاربة في فيديو نشرته قناة اسرائيلية؟
حنا ازولاي:
أنا إسرائيلية، تولدت في إسرائيل. هذه هي الأداة الوحيدة اللي عندي. تمنيت باش رسالتي توصلكم وتكلمت بالدارجة المغربية اللي علّموني واليديّا، حيت بغيت نوصلكوم. بما انك كتبتي لي، هادشي تيعني بللي نجحت. كنتلقى ردود مثيرة من جميع أنحاء العالم. معظمهم إيجابيون لأنهم لأول مرة تيسمعو الحقيقة. إنهم يرحبون بالمعلومات والتشخيص بين داعش وحماس، وبين لمسلمين اللي تعلموا باش يحبوا الناس كيف ما كانو.