"كَان في الإمكان أحسن مما كان". هذا لسان حال الجمهور الدكالي خاصة والمغربي عامة، الذي شهد مشاركة الدفاع الحسني الجديدي لأول مرة في دور مجموعات رابطة أبطال إفريقيا، بعد أن دشّن، أمس الجمعة، أولى مباريات المجموعة أمام المولودية الوجدية على ملعب "5 جويلية" في العاصمة الجزائر. ورغم عودة الفريق المغربي بنقطة اعتبرت ثمينة من قلب الجارة الشرقية للمملكة، بعد انتهاء المباراة متعادلة بهدف في كل شبكة، إلا أن تفاصيل اللقاء، كانت لتأتي بمعطيات أخرى ترجّح كفّة الفريق "الدكالي"، في حال توفّرت مجموعة من الشروط ركبتها "هسبورت" في 3 نقاط. شخصية الفريق نجح الدفاع الحسني الجديدي إلى حد بعيد في إطفاء "ثورة" الفريق المضيف المدعوم بجماهيره القوية والمعروفة بولعها الكبير بفريقها على مستوى شمال إفريقيا، إذ بدا ثابتا في رقعة الميدان وقادرا على تهديد مرمى الحارس الجزائري فوزي شاوشي في أكثر من مناسبة عبر توغّلات كل من سايمون مسوفا وحميد أحداد وكذا أيوب ناناح، وناقش أطوار الجولة الأولى بثقة نسبية كانت لتقوده إلى هز شباك المولودية. وفي الوقت الذي ظهرت فيه إمكانية العودة إلى المغرب بأكثر من نقطة بالنظر إلى المستوى المهزوز، الذي أظهره الفريق المضيف في بعض فترات اللقاء ومحدوديته التقنية مقارنة بما يتوفر عليه الجديديون، غابت شخصية الأخير، الذي خفّض من حملاته الهجومية وأرسل إشارات واضحة عن اكتفائه بنقطة من قبل الجزائر، وهي الإشارة التي التقطها الجزائريون ليضاعفوا من حملاتهم الهجومية الخطيرة. تكتيك طالب على الرغم من خوضه أزيد من نصف ساعة بتفوّق عددي بعد طرد أحد لاعبي الفريق الخصم، إثر تدخّل خشن في حق حميد أحداد، إلا أن "تكتيك" المدرب عبد الرحيم طالب لم يتغير بشكل كبير، إذ حافظ على تحفّظه ولم يقابل مستجد الطرد بتغييرات تكتيكية كانت لتقتل اللقاء، بإضافة هدف ثان بعد "هدية" الدفاع الجزائري، أو على الأقل إبعاد الضغط عن مناطق الجديدي عبر شن هجمات مسترسلة على الفريق المضيف. عبد الرحيم طالب نجح إلى حد كبير في أول اختبار من هذا الحجم للفريق الجديدي، الذي اكتسب خبرة محلية ونضجا منذ استقدام الإطار الوطني المذكور، حيث استطاع مجابهة الفريق الجزائري "العريق"، على أرضه وبين جماهيره، وإحراجه لفترة، إلا أن استغلال "الطرد" وكسب نقطتين إضافيتين، كان ليقدم دفعة إضافية للفريق في مسار البحث عن إحدى بطاقتي ربع النهائي، في مجموعة تبدو هي الأقوى بوجود أندية مازيمبي الكونغولي ووفاق سطيفالجزائري. ضعف حراسة المرمى يبدو أن منافسة الفريق الجديدي في مستوى أعلى يضم أكبر الأندية الإفريقية يحتّم عليه التفكير جديا في تقوية بعض المراكز وخاصة حراسة المرمى، التي كانت سببا في تلقي الفريق هدفا مباغتا، بعد خطأ في التقدير من الحارس "المخضرم" عزيز الكيناني. وأعطى الكيناني بتجربته الوطنية الكبيرة ورفقة المنتخب المحلي في فترة سابقة إشارات منذ فترة عن تراجع مستواه نسبيا، في وقت تأرجحت الرسمية بينه وبين يحيى الفيلالي في فترات سابقة دون أن يجد الفريق الأمان اللازم لمركز منحوه قيمة "نصف الفريق".