كَثر الحديث في الآونة الأخيرة عن نشوب خلاف بين الناخب الوطني هيرفي رونار، وعميد المنتخب مهدي بنعطية، مدافع "يوفنتوس" الإيطالي، على خلفية عدم استدعائه لخوض مباراة مالاوي ضمن إقصائيات كأس إفريقيا، المقرر إجراؤها في الكاميرون. ولم تتّضح صحة الخلاف من الطرفين، رغم ظهور مؤشّرات غير مباشرة لذلك، فرونار برّر غيابه بكونه نسّق مع بنعطية الذي يحضّر لموسمه الجديد في بدايته، موضحا أنه سيستدعيه في باقي المباريات الإقصائية، كونه من العناصر التي دائما ما تدخل ضمن اهتماماته باعتباره عميدا ومدافعا مناسبا للمنتخب. بنعطية وخلال نشر اللائحة التي استبعد منها قال في تدوينة له نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه لم يكن مصابا ولا علاقة لغيابه بأي نوع من المشاكل الصحية، وحاول إبعاد الشك عن وجود أي خلاف في علاقته مع الطاقم التقني حيث قال: "لست مصابا ولا أعاني من أي شيء كما تم الترويج له في بعض وسائل الإعلام، فغيابي عن أولى مباريات فريقي، أمر طبيعي فأنا أخضع لبرنامج تأهيل من نوع خاص كي أكون جاهزا في الفترة المقبلة، وهذا هو سبب غيابي عن المنتخب". الطرفان حاولا أن يخفيا أمرا ما عن الجماهير، إلا أن هذه الأخيرة تشك في صحة تصريحاتهما، والجميع يعلم أن أصل المشكل انطلق من روسيا، وخصوصا بعد مباراة إيران الأولى في دور المجموعات، حينما اندلعت حرب خفية بين بنعطية والدولي السابق مصطفى حجي الذي يعمل مساعدا لرونار، وبدأت الشرارات الأولى للخلاف بإبعاد اللاعب عن آخر مباراة في "المونديال" أمام إسبانيا، والتي انتهت بتعادل إيجابي بهدفين لمثلهما. ويتذكّر المغاربة، الصراع التاريخي والمعلن جهرا بين الناخب الوطني السابق بادو الزاكي والمدافع السابق نور الدين نيبت سنة 2005، فبعد "ملحمة" تونس سنة 2004، ببلوغ المنتخب الوطني نهائي كأس إفريقيا للأمم، تفتَّق خلاف بين الناخب الوطني السابق، وعميد المنتخب آنذاك، وتجاوز هذا الخلاف أبعاده العادية ليمتد إلى ما بعد هذه البطولة، حيث تواجه الطرفان في أحد البرامج التلفزية، ودافع كل واحد عن وجهة نظره، لينتهي ذلك بإعلان عميد "الأسود" عن اعتزاله اللعب دوليا. جدير بالذكر، أن مهدي بنعطية عبّر عن غضبه من عدم استدعائه ضمن لائحة "الأسود" الأخيرة لمواجهة المالاوي، نقلا عن مصدر مقرّب منه، في الوقت الذي فتح البعض باب التأويلات إلى "اعتزال" دولي محتمل لمدافع "اليوفي"، كما ذهب البعض إلى ربط القرار بالخلاف الذي نشب بين عميد المنتخب الوطني ومصطفى حجي، بعد مباراة المنتخب البرتغالي، لحساب الجولة الثانية من دور مجموعات نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا.