في خضم النقاش الدائر بخصوص الشيعة بالمغرب، على خلفية جدل الترخيص لمؤسسة "الخط الرسالي للدراسات والنشر"، وفق مقتضيات القانون التجاري، وما تلاه من سجالات وتبادل اتهامات، دعا مصطفى شنديد، رئيس المجلس الإسلامي المغربي باسكندنافيا، إلى تجفيف منابع التشيع بالمملكة، وتهوين وجوده بالبلاد. وقدم شنديد، ضمن بيان بخصوص "أمر التشيع بالمغرب"، ما اعتبرها مقاربة سياسية وأمنية وعلمية ترمي إلى محاربة ما سماه "الشرارة الأولى للتشيع في البلاد"، داعيا إلى "تجنب تكرار أخطاء وقعت فيها بعض الدول في معالجة هذا التوجه، حتى وصلت إلى احتراب في معارك كانت الخاسر الأكبر فيها". وذهب شنديد إلى أن المقاربة السياسية والأمنية لمحاربة التشيع بالمغرب تقوم على عدد من الخطوات، منها "تجفيف منابع التشيع كونه ضد اختيارات المغاربة منذ 14 قرنا، وعدم فتح الأبواب الرسمية والمدنية لنشر عقيدة الحقد على أم المؤمنين وأئمة الإسلام، ودعوى تحريف القرآن، وعصمة الأئمة، والبداء، والرجعة، وغيرها من الانحرافات". ودعا شنديد إلى ما وصفه ب"تهوين أمر التشيع في المغرب وعدم تضخيمه، وكذلك عدم إخراجه إلى السطح في القنوات الإعلامية والمواقع الاجتماعية، لكي لا يتعاظم أصحابه ويظنون أنهم أصابوا مَقاتلنا"، يقول رئيس المجلس الإسلامي المغربي في اسكندنافيا. ولم يفت الناشط الإسلامي، ضمن ذات البيان، اقتراح أن يتم "إخضاع دُور القرآن كيفما كان نوعها لسلطة الدولة ورقابتها، وأيضا معاقبة من يدعو منهم إلى التجمعات غير المرخصة لخرق النظام العام والقنوات القانونية"، على حد تعبيره. أما المقاربة العلمية لمحاربة شرارة التشيع بالمغرب، تبعا لبيان شنديد، فتتمثل في "التعامل بلطف من معتقي التشيع الجدد بالحوار، والحجاج العلمي، لطرد الشبهات والخرافات الدخيلة على فطرتهم"، و"عدم التحرج من النقد الذاتي حول بعض المواقف التاريخية، بشكل هادئ غير مثير للفتن". ودعا الناشط إلى "ديمومة الجامعات الشرعية ومدارس التعليم العتيق، وعلى رأسها القرويين، على تخريج الأفواج من العلماء المحافظين على الأصول الدينية للمغرب واختياراته المذهبية"، مبرزا أن "هذا كافٍ لتمتين الانتماء الديني وترسيخ الإتباع السني المتّزن". وحبذ شنديد فكرة نشر كتب ودوريات وملصقات تمتّن محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وتقوّي العلاقة بأمهات المؤمنين قاطبة، وأصحابه رسول الله الكرام، بذكر مناقبهم ومحامدهم ومواقفهم، دون التعريض بالمخالف لعدم التشويش على سلامة صدر العامة وفطرتهم السليمة". بيان شنديد رد عليه شيعة مغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي بالرفض والانتقاد، وقال ناشط شيعي في تدوينة فيسبوكية إن "الشعب المغربي ليس غبيا حتى لا يفهم سياقات الكلام، ومن يقف خلفه، ومن يمول"، مضيفا "نحن نعرفكم جيدا، ونعرف مراميكم ومموليكم، لأنكم مجرد أدوات لا غير، تنفذ أجندات وتعليمات خارجية " وفق تعبيره.