الدراسة الطبوغرافية لأنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا تترجم فلسفة إفريقيا للأفارقة    قرار أمريكي يستهدف صادرات المغرب    رسميا.. "مبابي" يعلن رحيله عن باريس سان جيرمان ويتفق مع ريال مدريد    ثنائية الكعبي تقود أولمبياكوس إلى نهائي "كونفرنس ليغ"    توقع تسجيل هبات رياح قوية نوعا ما فوق منطقة طنجة    أمن طنجة يوقف خمسة أشخاص ينشطون ضمن عصابة إجرامية لترويج المخدرات والمؤثرات العقلية    الأمثال العامية بتطوان... (595)    الأمم المتحدة تتبنى قرارا يدعم طلب العضوية الكاملة لفلسطين    الطاس تصفع الاتحاد الجزائري لكرة القدم    المغرب يعلن حزمة جديدة من مشاريع الترميم والإعمار في المدينة المقدسة    وزارة الحج والعمرة السعودية تعلن عدم السماح بدخول المشاعر المقدسة لغير حاملي بطاقة "نسك"    امرأة مسنة تضع حدا لحياتها شنقا بالجديدة    نائب البكوري يعترف بالنصب ويتخلص من علبة أسراره بإسبانيا بتكسير هاتفه الشخصي    المالكي: لا ينبغي التسرع في إصدار الأحكام بشأن إصلاح التعليم    نزاع الصحراء المغربية في مرآة البحث التاريخي موضوع كتاب جديد يعزز قضية الوحدة الترابية الوطنية    حصيلة "كوفيد-19" خلال أسبوع: 26 إصابة جديدة دون وفيات إضافية    مزور: الاتفاقية مع شركة (أوراكل) تعزز مكانة المغرب باعتباره قطبا للتكنولوجيات الرقمية    البحرية الملكية تعترض مهاجرين سريين جنوب غرب طانطان    شفشاون على موعد مع النسخة الثانية من المهرجان الدولي لفن الطبخ المتوسطي    الاستعداد لأولمبياد باريس 2024 .. بنموسى يترأس جلسة عمل مع اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية    بعد أن أفرغت الحكومة 55 اجتماعا تنسيقيا ومحضر الاتفاق الموقع بين الوزارة والنقابات من محتواها    بتعليمات ملكية.. تنظيم حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية لحج موسم 1445 ه    نقابة "البيجيدي": آن الأوان لإيقاف التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط    القطاع السياحي يسجل رقما قياسيا تجاوز 1.3 مليون سائح خلال أبريل الماضي    العثماني يلتقي إسماعيل هنية في قطر    غوتيريش يحذر من أن هجوما بريا إسرائيليا على رفح سيؤدي إلى "كارثة إنسانية"    بيع كتب ألفت عبر "تشات جي بي تي"… ظاهرة في "أمازون" تتيح تحقيق أرباح عالية        تنديد حقوقي بالحكم الصادر بحق الحيرش ومطالب بإطلاق سراحه واحترام حرية التعبير    الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية تستقبل شبيبة حزب مؤتمر التقدميين النيجيري    تأشيرة الخليج الموحدة تدخل حيز التنفيذ مطلع 2025    2900 مظاهرة بالمغرب دعما لفلسطين    قرار جديد من القضاء المصري في قضية اعتداء الشحات على الشيبي    نقابة تنبه لوجود شبهات فساد بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير    أخنوش يرد بقوة على تقرير مجلس الشامي: الحكومة تبدع الحلول ولا تكتفي فقط بالتشخيص    تصفيات المونديال.. المنتخب المغربي النسوي لأقل من 17 سنة يواجه نظيره الجزائري    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولات الجمعة على وقع الارتفاع    إحداث منصة رقمية لتلقي طلبات الحصول على "بطاقة شخص في وضعية إعاقة"    أخصائية التغذية ل"رسالة24″… أسباب عديدة يمكن أن تؤدي لتسمم الغذائي    أزْهَر المُعْجم على يَد أبي العزْم!    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    المدرب المخضرم بيليغريني يحسم الجدل حول مستقبل المغربي الزلزولي    خبير في النظم الصحية يحسم الجدل حول لقاح أسترازينيكا    معرض تلاميذي يحاكي أعمال رواد مغاربة    المعرض الدولي للأركان في دورته الثالثة يفتتح فعالياته وسط موجة غلاء زيته واحتكار المنتوج    ارتفاع أسعار النفط بفضل بيانات صينية قوية وصراع الشرق الأوسط    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    هل باتت إمدادات القمح بالعالم مهددة؟    الدمليج يقدم "بوريوس" في المهرجان الوطني الرابع لهواة المسرح بمراكش    الحسين حنين رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام: يتعهد بالدفاع عن المهنيين وتعزيز الإنتاج الوطني    سابقة بالمغرب .. حكم قضائي يلزم الدولة بتعويض متضررة من لقاح كورونا    النادي الثقافي ينظم ورشة في الكتابة القصصية بثانوية الشريف الرضي الإعدادية/ عرباوة    ندوة دولية حول السيرة النبوية برحاب كلية الآداب ببنمسيك    أصالة نصري تنفي الشائعات    بركان تؤمن بالحظوظ في "كأس الكاف" .. ورئيس الزمالك يؤكد صعوبة المقابلة    السعودية تختار المغرب باعتباره الدولة العربية الوحيدة في مبادرة "الطريق إلى مكة المكرمة"    سبع دول من ضمنها المغرب تنخرط في مبادرة "طريق مكة" خدمة لضيوف الرحمن    السعودية تفرض عقوبات على مخالفي أنظمة وتعليمات الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ايران الخمينية ..مشروع أمة أم مشروع طائفة؟
نشر في هسبريس يوم 16 - 11 - 2009


الجزء الأول
1-لماذا الحديث عن الشيعة؟؟؟ ""
يتساءل الكثير من القراء، لماذا هذه الكتابة المتكررة عن فرقة الشيعة الاثناعشرية وراعيها الرسمي، في زمننا الحالي، المتمثل في دولة الملالي المسماة ب: الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ ولماذا هذا النقد المتكرر لفرقة الشيعة الاثناعشرية؟ أليست هذه دعوة للتفرقة، وشق صف الأمة الإسلامية، في وقت نحن في حاجة الي ترميم الصفوف، وتوحيد الجهود، لصد ووقف هجمات، وأطماع الأعداء ببلاد المسلمين؟ . قد يبدو تساؤلهم هذا منطقيا، خاصة مع ما نراه من شعارات راديكالية مرفوعة من قبل إيران الخمينية، وعداوتها المعلنة للصهيونية والغرب والامبريالي، وأنها مستعدة للدخول معهم في حرب حفاظا على مصالح المسلمين، بحسب تصريحات ساسات إيران المزعومة.
لقد قرأت الكثير، والكثير من الانتقادات، التي يوجهها بعض القراء لي نتيجة المقالات، والدراسات التي نشرتها عن موضوع الشيعة، والمتشيعين، وعقائدهم، وكنت، احيانا، اضحك لسخافة بعضها لكونها صادرة عن اناس قد بدلوا دينهم، فتحولوا الى شيعة رافضة اثناعشرية، بعدما كانوا سنة أبا عن جد، في اعتقاد منهم أنهم تحولوا من الضلالة إلى الهدى ومن الغي إلى الرشاد. لكن البعض من تلك التعليقات كنت اشفق على اصحابها لعلمي ويقيني بأنهم لا يعرفون حقيقة الشيعة الاثناعشرية، ودولتهم الراعية ايران، المدافعين عنهم من منطلق حسن ظنهم بهم، ولكونهم ضحايا الشعارات المرفوعة، والمروجة بمكر ودهاء، من قبل إيران، وطابورها الخامس المنتشر في بلاد المسلمين، كما أنهم تعوزهم المعلومات الحقيقية، والصادقة التي تبين حقيقة معتقد ودين الشيعة قديما وحديثا.
كنت في كل مرة، أفكر في الرد على تلك التعليقات بنوعيها، غير أني كنت أرجئ ذلك إلى حين. وقد زاد يقيني بأهمية الرد على تلك التعليقات، ودحض المتحامل منها وتوضيح بعض ما أود قوله للبعض الآخر، الذي لا يعرف حقيقة فرقة الشيعة الاثناعشرية، خاصة بعض نشر مقالي الأخير عن : المشروع النووي الايراني بين التكتيك والاستراتيجية، وهو بالمناسبة مقال كنت نشرته منذ سنتين بأحد المواقع الالكترونية المغربية التي تم حجبها بسبب موقفها من تركيبة مجلس الجالية المغربية.
قد افترى، وابعد النجعة، من ادعى أني نقلت المقال أو أخذت معلوماته الأساسية من موقع قناة العربية التي لا أكن لها كثيرا من الاحترام، خاصة وقد كنت نشرت المقال الأصلي الذي كان بعنوان: المشروع النووي الإيراني لصالح من في المنطقة؟ في ماي 2008 بمدونتي على موقع مكتوب.
لقد منعني من الشروع في الرد على تلك التعليقات في حينه ، سفري وانشغالي، ويعلم بعض الأصدقاء ممن لهم عمود ثابت على موقع هيسبريس بذلك، فقررت بعد فراغي لبعض الوقت أن اخصص هذا المقال السلسلة لبيان، وشرح، وتوضيح جملة من الأفكار، المرتبطة بدواعي الكتابة في موضوع الشيعة والتشيع.
يعود اهتمامي بموضوع الشيعة الاثناعشرية، إلى أواسط التسعينيات من القرن الماضي، حين تناهى إلي سمعي تشيع بعض ممن كنت اعرفهم من أبناء مدينتي، التي تقع بشمال المغرب، وقد كنت حينها في السنة الاخيرة من الأجازة بكلية الحقوق بالرباط؛ وبحسب سابق معرفتي بأولئك الفتية، وأنهم كانوا ينتمون تنظيميا لأحد الجماعات الإسلامية، وهي جماعة العدل والاحسان، بقيادة شيخها عبد السلام ياسين؛ وقد تساءلت حينها وقلت: ما هي العوامل والدوافع التي ساقت أولئك الفتية إلى الانتقال، كلية، من التسنن إلى التشيع، عكس الموضة التي كانت سائدة حينها، وهي التنقل من جماعة اسلامية إلى أخرى؟؟؟. هل هو انتقال من باب اللعب المبني على قاعدة خالف تعرف، وبالتالي ادخال موضة جديدة في عالم تغيير الانتماءات التنظيمية؟ أم الأن الأمر وراءه عوامل اخرى لا تزال خفية عني في حينها، ولا ادرك كنهها الحقيقي؟.
هناك، بدأت أبحث في موضوع الفكر الشيعي وبنيته العقائدية والسياسية؛ فاستعنت ببعض الكتب التاريخية التي تطرقت للنزاع الأصلي والأولي، الذي قام بين الصحابة رضي الله عنهم بسبب اغتيال الخليفة الشرعي ذي النورين، وصهر النبي الأمين صلى الله عليه وآله وسلم، عثمان بن عفان رضي الله عنه صاحب الهجرتين؛ فقرأت عن ذلك طويلا في كثير من المراجع والمصادر التاريخية، كان اهمها بالنسبة لي، في ذلك الحين، تاريخ ابن كثير، والعواصم من القواصم لابي بكر بن العربي، وغيرها من الكتب والمراجع المهتمة بالقضايا التاريخية. وهناك طرحت سؤالا أساسيا وجوهريا، هل الخلاف الذي وقع بين الصحابة، خاصة بين معسكري علي ومعاوية رضي الله عنهما، هل كان خلافا ذا أسس سياسية أم ذا أسس عقائدية؟؛ بمعنى، هل الأمر كان بين معسكرين تجمعهما رابطة الإيمان والإسلام كما وصفهم بذلك رب العزة في محكم كتابه الكريم: ) وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله(. فوصف كلتا الطائفتين المقتتلتين بوصف الإيمان، ولم يخرج الباغية منهما على الأخرى من دائرة الإيمان. أم أن الأمر متعلق بمعسكرين مختلفين ، معسكر مؤمن والأخر كافر؟
كل كتب السنة، التي تعرضت لذلك الخلاف التاريخي، الذي وقع بين الصحابة رضي الله عنهم، لم تكفر أحدا من المعسكرين؛ إنها لم تخرج من دائرة الإيمان حتى الخوارج الذين كفروا المسلمين، وقاتلوهم، وكانوا، سببا مباشرا، في مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ بل على العكس من ذلك، نقلت تلك الكتب رأي علي بن أبي طالب في الخوارج، وأنه لم يكفرهم، بل قال عنهم: من الكفر فروا.
وعليه اعتبر علماء السنة، قديما وحديثا، وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم، ان النزاع الذي وقع لا يخرج أحدا من الصحابة من دائرتي الإيمان والإسلام.
في المقابل لما بدأت أطالع ما كتبه علماء ومراجع الشيعة، عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة، وجدت موقفا مختلفا، ونظرة مغايرة، تماما عن الموقف السائد، وعن النظرة الموجودة عند علماء السنة خاصة، وعند المسلمين عامة، وجدت موقفا ونظرة يقوم كلا منهما على التكفير، والإخراج من الملة والدين، كل من خالف رأي علي بن أبي طالب رضي الله عنه في شيئ، صغيرا كان أم كبيرا. بل جعلوا الأمة كلها مخالفة لأمر نبيها صلى الله عليه وآله وسلم حين رضيت بخلافة كلا من الشيخين، أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والروايات تترى في أصح كتب الشيعة كما يدعون هم، ككتاب الكافي للكليني، الذي قال عنه صاحبه: أنه عرض الكافي على الإمام المهدي المختفي، والخائف، الذي لا يستطيع الخروج لحد ألان، خوفا على حياته من القتل على يد جنود العباسيين بزعمهم؛ فقال عنه: الكافي، كافي لشيعتنا. متخطيين في ذلك، أي علماء ومراجع الشيعة، واقع الخلاف الذي وقع بين المسلمين على اثر مقتل واستشهاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، مدعين في مصادرهم ومراجعهم: أن الأمة كلها تواطأت وتآمرت على حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن خلفه بقية أهل بيته، واغتصبت حقه في الخلافة والإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فحول الشيعة، بذلك الأمر كله إلى إيمان وكفر، وهو الأمر الذي لا نجد عليه دليلا، لا من كتاب الله، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل ولا ثبت يوما، ولا صح عن علي رضي الله عنه أنه ادعى أن له حقا قد اغتصب، ولا أنه كفر أحدا ممن خالفه في الرأي، بل في كتب ومصادر الشيعة أنفسهم من أقوال علي بن أبي طالب، وسيرته رضي الله عنه ما هو خلاف ذلك، وكذا من أتى بعده من أبنائه وذريته.
كما أني طرحت سؤالا آخر وهو: هل الشيعة اليوم بزعامة : آية الله، وروح الله الخميني، كما يحب أنصاره وشيعته مناداته، الذي تزعم بنجاح الثورة الإيرانية في أواخر سبعينيات القرن الماضي، هم نفس شيعة أمس، الذين وقفوا سياسيا مع رأي علي بن أبي طالب، في قضية الخلاف الذي قام بينه وبين معاوية بخصوص الثأر والقصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه، أم أن لهم صلة بفرقة الشيعة الاثناعشرية الباطنية، التي عرفت تاريخيا بعقائدها المخالفة لأهل السنة والجماعة، وبل وتخالف في عقائدها أيضا كثيرا من فرق الشيعة الاخرى، كفرقة الشيعة الزيدية على سبيل المثال؟.
فإذا كان هم نفس الشيعة الأوائل، من الذين تشيعهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يعد أن يكون تشيعا سياسيا، ولا علاقة له بالتشيع الذي تطور فيما بعد، وخاصة بعد مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، الذي تحول إلى تشيع عقائدي باطني يقوم على عقائد ما أنزل الله بها من سلطان، مثل عقيدة عصمة أئمة أهل البيت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وانهم يعلمون الغيب صغيره وكبيره، قديمه ومستقبله. وأن الائمة لهم من الولاية التكوينية ما يمكنهم من التحكم في جميع ذرات هذا الكون كما يقول بذلك الخميني في كتابه الحكومة الاسلامية؛ و غيرها من العقائد الأخرى الباطلة، كعقيدة الغيبة، والبداء، والتقية ،والكتمان، واغلب هذه العقائد كنت اوضحتها وبينت مفهومها، واسسها عند الشيعة في سلسلة اصول الفكر الشيعي.
إذا كان حال شيعة اليوم هم حال المتشيعين سياسيا لعلي بن أبي طالب فيجب التقارب معهم وتأييدهم في مواقفهم.
لكن، إذا ثبت لنا أن شيعة اليوم لا علاقة لهم فعلا بالتشيع السياسي لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأنهم على صلة وثيقة بفكر، وعقيدة فرقة الشيعة الرافضة الاثناعشرية فوجب التنبيه لخطرهم، والتحذير منهم كي لا تصاب الأمة بكوارث على أيديهم أكثر مما هي مصاب به اليوم في عصرنا، ومثل ما أصيبت به عبر التاريخ جراء الخيانات الشيعية المتكررة، حالة خيانة الوزير الشيعي ابن العلقمي للخليفة العابسي، وللمسلمين، اثناء زحف المغول على بغداد، عاصمة الرشيد، وخيانة صنوه، في التشيع والرفض، نصير الدين الطوسي، الذي استوزره القائد المغولي، هولاكو؛ حيث نتج عن تلك الخيانة مقتل ما يزيد عن المليون من المسلمين في بغداد وحدها. وكذلك خيانة دولة الشيعة الفاطميين، على اثر سماحهم للنصارى باحتلال بلاد الشام وبلاد المقدس في الحملة الصليبية الأولى؛ فنقع بذلك في عصرنا الحاضر بين خطرين اثنين، أحدهما اشد فتكا من الأخر. أحدهما ظاهري والأخر باطني، وهما خطرا التصهين والتشيع.
2-أيهما اخطر.. التصهين أم التشيع؟
في الحقيقة، قد يغفل المرء عن كل مساوئ الشيعة قديما وحديثا، ويجعله وراءه ظهريا، لو اكتفى الشيعة الرافضة اليوم، على فرض أنهم صادقين في شعاراتهم المعلنة، ومواقفهم المشهرة في وجه الصهيونية والامبريالية الغربية، بزعامة اسرائيل وأمريكا، بمقارعة ومحاربة أعداء الملة والدين، ووجدناهم يقطعون صلاتهم بكتب ومراجع لا تزال لحد الآن تدرس كمقررات أساسية في جامعات و حوزات الشيعة المنتشرة في كل من إيران والعراق وسوريا، وبخاصة حوزتي قم والنجف. تلك المراجع، كما بينت في غير ما مقال ودراسة، وجدنا أن لها دورا كبيرا في تكوين بنية العقل الشيعي قديما وحديثا، وهو العقل الذي سماه المفكر المغربي، عابد الجابري في كتاباته، بالعقل المستقيل، أي المغيب، نظرا لاعتماده على الخرافة والأساطير المانوية والزراديشتية في تكوينه؛ بنية يتم شحنها بثقافة وعقائد الحقد والكراهية على كل ماله علاقة بالصحابة رضي الله عنهم، وخاصة الخلفاء الراشدين الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعا، ثقافة تجعل من بين أهم أولوياتها الثأر ممن يزعم الشيعة أنهم من قتل الحسين بن علي رضي الله عنهم، ويقصدون بذلك أهل السنة والجماعة.
من من المسلمين لا يعلن عداءه لكل من يريد سوءا بأمة الإسلام وببلاد المسلمين، من الصهيونية العالمية وحلفائها من المسيحيين المتصهينين بزعامة اليمين المتطرف في كل من أمريكا واروبا؟؟؟.
يعتقد البعض، وهو على خطأ أكيد، أننا حين نتحدث عن شر الشيعة القادم على العالم الإسلامي، وذلك بالاستناد إلى الدروس التاريخية التي تعلمناها جراء خيانات الشيعة الرافضية المتكررة لأمة الإسلام في أشد ظروفها العصيبة، كحالة المغول حين السقوط الأول لعاصمة الرشيد بغداد، في القرن السادس الهجري، وحالة بلاد المقدس خلال الحملات الصليبية الأولى على عهد دولة الشيعة الفاطمية الذين حكموا مصر حينها، أننا بذلك نقدم خدمة مجانية لأعداء الأمة، وعلى رأسهم أميركا وإسرائيل. نقول لأولئك الناس كلا، إننا لا نقدم خدمة للأعداء، بقدر ما نعمل على التحسيس بخطر آخر قادم داهم، قد لا يقل خطورة عن الصهيونية إن لم يكن أشد خطرا وأكثر ضراوة وشراسة منها.
إننا نعلم حق اليقين خطر الصهاينة، بزعامة اسرائيل وأمريكا على أمة الإسلام، ويعلم بذلك الصغير منا قبل الكبير، والجاهل منا قبل العالم، ونحن نرى ذلك رأي العين، وعلينا إعداد العدة ، وبذل كل ما نستطيع في سبيل ردعهم وايقاف تهجمهم علينا، شعوبا، وأنظمة، وحكومات عربية وإسلامية، وإن كان الأمل شبه مفقود في عزيمة أغلب الأنظمة العربية والإسلامية، ومدى قدرتها على حمل هموم الأمة والدفاع عل مصالحها الحيوية في الوقت الراهن، خاصة مع وجود أنظمة وجودها القسري على سدة الحكم مبني على مولاتها للغرب في سبيل أن تمكنهم دوله، وعلى رأسهم أميركا، من الاستمرار في السلطة.
وإني اعتقد، أن أحسن عدة يمكن أن نتحلى بها وأمتنها، وأكثرها صلابة، هي العمل على خلق ثقافة وفكر يقومان على ثقافة المقاومة والتصدي لثقافة العولمة المبنية على الترويج للفكر و المنظومة الغربيين الذان يجعلان من التصهين، والانحلال من كل ما هو قيمي حضاري، واللامبالاة المحور الأساسي وقطب الرحى الذي يجب أن يدور عليه كل اهتمام البشر في عالم تقنية المعلوميات وسرعة الاتصال وانتقال الأفكار.
لقد اضحى التصهين، مأخوذ من خدمة أهداف الصهيونية العالمية، مرض العصر، وهو في نظري أخطر مرض، وأشد فتكا بعقول الأفراد والمجتمعات من الكحول والمخدرات، لذا وجب علينا مقاومته والتصدي له بشراشة وبكل السبل المتاحة، وسد كل أبواب التطبيع ونوافذه المراد فتحها داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية بالأساس.
لكن في نفس الوقت، نجد الكثير والكثير من المسلمين لا يعرف ولا يعلم شيئا عن حقيقة عداوة فرقة الشيعة الاثناعشرية لكل ما هو سني ، وأن عداوتهم منبتها عقدي، مثل عداوة الصهيونية لكل ماله صلة بالاسلام والمسلمين؛ بل نجد الكثير من المسلمين اليوم واقعين تحت تأثير جهاز الدعاية الايراني وقنواته الاعلامية التي انتشرت كالوباء، وعلى راسها قناة شيعة جنوب لبنان، المنار، وغيرها من القنوات الشيعية الاخرى، التي وجب منع بثها على الاقمار الصناعية العربية، لنرى هل تقدر ايران على خلق أقمارا صناعية للبث التلفزي، إذا كانت فعلا قد تحكمت من التقنية الحديثة وأنها تستعد لامتلاك السلاح النووي؟. وإني اشكك في مدى قدرة ايران على ذلك، وهاهي على المحك اليوم، حيث تخفي بضع حفنات من اليورانيوم المخصب، ولا تريد إكمال تخصيبه في الخارج رغم كل الضمانات التي اعطيت لها، وما ذلك إلا دليل على حقارت وتفاهت ما استطاعت أن تخصبه من اليورانيوم.
إني اعتقد، أن التشيع في خطورته على المشروع النهضوي والبعث الاسلامي المنتظر، عما قريب ان شاء الله، يضاهي في خطورته التصهين، وأنهما فقط في حالة تبادل أدوار، لكن غايتهما هو الانقضاض على بلاد المسلمين، والسيطرة عليها ونهب خيراتها؛ إذ لا فرق عندي بين أهداف المشروع الصهيوني، والمشروع الشيعي الفارسي، خاصة ونحن نرى مدى اتساق وتطابق البرامج التوسعية لكلا المشروعين في العالمين العربي والإسلامي، ويمكن اعتبار أحداث اليمن الأخيرة، ومحاولة شيعة اليمن، بإيعاز من ايران، نقل الصراع إلى الأراضي السعودية، لجس نبض دول المنطقة، مؤشر من بين العديد من المؤشرات التي تبين وجاهة موقفنا.
لقد علمنا القرآن الكريم أن نبني مواقفنا من غيرنا على أساس عقدي وليس على أساس قبلي أو عرقي أو ترابي أو عائلي عشائري، ولهذا جعل الله رابطة الإيمان والعقيدة أوثق من كل ما سواها من الروابط والأوشاج؛ فقال سبحانه: ) إنما المؤمنون إخوة ( وقال أيضا: )لا تجد قوما يومنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو ابناءهم أو إخوانهم، أو عشيرتهم. أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه، ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها، رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون ( سورة المجادلة، الآية 22.
إننا نرى اليوم، كيف أن ايران الشيعية فرحت، وقرت عينها بسقوط العراق في يد الاحتلال الانجلو أمريكي؟، بل سمعنا وسمع العالم أجمع، كيف أن وزير خارجية ايران الاسبق على عهد الرئيس احمد خاتمي، قال: لولا إيران لما تمكنت امريكا من دخول أفغانستان والعراق؟ !!!.
وقد قرأنا وقرأ العالم أجمع، فتوى المرجع الشيعي، ذي الأصل الفارسي، الذي لا علاقة له بعراق العروبة، المستقدم من إيران إلى بلاد الرافدين، التي شنف بها اسماع )جورج بوش( و)كونديليسا رايس(، بحرمة مقاتلة الأمريكان، وقد فرحت أمريكا بذلك أيما فرح، حيث صارت متيقنة أن مشروعها الاستراتيجي لن يعرف النجاح إلا بالتحالف مع الشيعة في المنطقة.
إن من يطالع مذكرات الحاكم الأميركي للعراق بعد الغزو، بول بريمر، ويقرأ عن الرسائل التي كان يتم تبادلها بينه وبين السيستاني ، ومشاريع التنسيق والتعاون التي كانت بينهما، من أجل تثبيت أركان أمريكا وحلفائها بالعراق، بإبعاد الشيعة العرب عن مشروع مقاومة المحتل لبلاد الرافدين، سيعلم علم اليقين مدى تكامل المشاريع الصهيو مسيحية، و المشروع الشيعي الصفوي بالمنطقة، فقط هناك اختلاف بينهم في التكتيك وبعض التفاصيل الجزئية.
يتبع...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.