رغم مرور أزيد من عامين على أزمة الرهائن بعين أميناس، جَنُوب شَرقي الجزائر، التي أوقعت عشرات القتلى الأجانب، لم تنسَ اليابان 10 من ضَحاياها الذِين سَقطُوا ضحايا احتجازهم بعد الهجوم على المنشأة النفطية، حيثُ أَصْدرت سُلطاتها لأول مرّة مُذكرة اعتقال بحق العقل المدبر للحادث، مختار بلمختار، القيادي الجزائري في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وحسب معلومات توصلت بها هسبريس، فإن شرطة محافظة "كاناغاوا"، قد أصدرت مُذكرة اعتقال بحق بلمختار، المكنى ب"أبو العباس" والمعروف إعلاميّاً ب"الأعور" وأمير كتيبة "المُلثّمون"، لاعتباره المدبر المباشر لاحتجاز الأجانب في منطقة عين أميناس بالجزائر في عام 2013، والتي ذهب ضحيتها عشرات القتلى ضمنهم 10 يابانيين. التحرك الياباني الجديد وضع القيادي البارز في تنظيم القاعدة على قائمة المطلوبين دوليا من طرف اليابان، التي تعمل على تفعيل تنسيق دولي وخاصة مغاربي للتوصل إلى اعتقاله، فيما أوردت الشرطة أنّ بلمختار تسبب في مقتل عدد من اليابانيين، أغلبهم كانوا يعملون في شركة "جيه جي سي كورب" الهندسية التي يوجد مقرها بمدينة يوكوهاما، في يناير من العام 2013. ويرجح أن تدخل طوكيو في تنسيق أمني واستخباراتي مع دول المغرب العربي، ضمن خطة تهمّ جمع المعلومات حول بلمختار وباقي المسلحين المنتمين إلى تنظيمات موالية ل"القاعدة" و"داعش"، وهي الخطوة التي تأتي بعد تعهد وزير الخارجية الياباني، فوميو كيشيدا، بتقديم 24 مليون دولار، لفائدة دول الشمال الافريقي، في سياق "مواجهة الإرهاب وتعزيز الأمن"، عقب اجتماعه مع وزراء مغاربيين قي طوكيو. كما سبق لليابان، مطلع العام الجاري، أن وعدت، على لسان رئيس وزراءها شينزو آبي، بتقديم مساعدات غير عسكرية بقيمة 200 مليون دولار لدول منطقة الشرق الأوسط والشمال الافريقي، التي تواجه مخاطر الإرهاب، بما فيه خطر تنظيم "الدولة الإسلامية"، قبل أن يعمد هذا الأخير إلى المطالبة بفدية قيمتها أيضا 200 مليون دولار للإفراج عن رهينتين يابانيتين في سوريا، إلا أنّ "داعش" نفذت في حقما إعداماً وحشيا، فيما كشفت وسائل إعلام يابانية أن سلطات طوكيو خصصت بعد ذلك 15 مليون دولار للمساعدة في "محاربة الإرهاب" في الشرق الأوسط وافريقيا. وكان مختار بلمختار، الذي يعد أبرز قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قد أعلن في 19 من يناير 2013 تبنيه للهجوم الذي نفذه مقاتلون متطرفون على المنشأة النفطية بمنطقة تيغنتورين ببلدة عين أميناس، واختطافه لرهائن غربيين، في عملية أسقطت العشرات من القتلى، تجاوزوا 90، منهم أزيد من 57 رهينة من جنسيات مختلفة، إلى جانب مسلحي التنظيم المتطرف، ضمن العملية التي عرفت تدخل الجيش الجزائري بالقوة. وإلى جانب اليابان، يعد بلمختار المطلوب الأول لدى عدد من الدول ضمنها الجزائر والولايات المتحدة وأستراليا، رغم تداول معلومات عن مقتله من طرف القوات التشادية في شمال مالي على الحدود مع الجزائر، إلا أن جماعته، "الموقعون بالدماء" نفت ذلك، فيما يعد "الأعور" خطرا على المنطقة المغاربية وجنوب الصحراء، نظرا لعلاقاته المتشعبة مع تنظيمات متطرفة تمتد من ليبيا والجزائر إلى موريتانيا، ووصولاً إلى مالي والنيجر.