تجمع بطولة كوباأمريكا التي تنطلق مساء اليوم في تشيلي، خبة من نجوم الساحرة المستديرة تجعل من الصعب عدم مشاهدة أي من المباريات ال26 التي ستقام على مدار 24 يوما في "مونديال لاتيني المذاق" بوجود لاعبين أمثال ليونيل ميسي ونيمار وجيمس رودريجيز وأرتورو فيدال وراداميل فالكاو. ومنذ النسخة الأخيرة التي أقيمت عام 2011 في الأرجنتين عندما تغلبت أوروجواي على باراجواي في النهائي لتتوج للمرة ال15 في تاريخها بالبطولة التي تكمل عامها ال99 في تشيلي هذا العام بحضور لاعبين يخطفون الأنظار ليس فقط في أمريكا الجنوبية بل في أوروبا مع أنديتهم أيضا. ومع وجود كوكبة من النجوم، يغيب البعض أيضا وابرزهم الأوروجوائي لويس سواريز لاعب برشلونة بسبب العقوبة المفروضة عليه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد عضه الإيطالي جورجو كيلليني في مونديال البرازيل 2014. وتقام البطولة على 26 مباراة تستغرق نحو ألفين و340 دقيقة من 11 يونيو وحتى 4 يوليو المقبل، حيث تستضيف ثماني مدن تشيلية (أنتوفاجستا وكونسبسيون ولا سيرينا ورانكاجوا وسانتياجو وتيموكو وبالباريسو وبينيا ديل مار) المنتخبات العشرة باتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) بالإضافة إلى منتخبي المكسيك وجامايكا المدعوين. وسيتمكن عشاق الساحرة المستديرة من الاستمتاع بمشاهدة مجموعة من اللاعبين تتحدث عنهم إنجازاتهم مثل اللاعب الأكثر فوزا بجائزة الكرة الذهبية (ميسي) وهداف الدوري الإنجليزي الممتاز (سرخيو أجويرو) ونجوم برشلونة الذين توجوا معه بالثلاثية هذا العام بالفوز بالدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا (ميسي ونيمار وخابيير ماسكيرانو وكلاوديو برافو) وأبطال الدوري الإيطالي مع يوفنتوس (كارلوس تيفيز وأرتورو فيدال وروبرتو بيريرا) والمتوج مع بايرن ميونح بدوري ألمانيا (كلاوديو بيزارو). بالإضافة إلى الحارس الأقل تلقيا للأهداف في إسبانيا (برافو) وسبعة لاعبين شاركوا في نهائي دوري أبطال أوروبا (ميسي وماسكيرانو ونيمار وبرافو وتيفيز وفيدال وبيريرا). وربما يجمع كأس العالم عددا أكبر من النجوم، ولكن النسخة ال44 من البطولة الاقدم في العالم لها سحرها الخاص بسبب مذاقها اللاتيني الذي يميزها منذ نسختها الأولى عام 1916 التي توجت بها أوروجواي، الاكثر فوزا بالبطولة (15 مرة) تليها الأرجنتين (14) والبرازيل (8) فباراجواي وبيرو (2) وبوليفيا وكولومبيا (مرة). وتسعى منتخبات تشيلي والإكوادور وفنزويلا لرفع الكأس لأول مرة في مشوارها، وهو الأمر الذي يبدو أكثر سهولة بالنسبة لأصحاب الأرض فهو من أكثر المنتخبات تطورا خلال العقود الأخيرة. فالمنتخب الذي يقوده المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي عموده الفقري يشكله كلاوديو برافو (برشلونة) وأرتورو فيدال (يوفنتوس) وجاري ميديل (إنتر ميلانو) وأليكسيس سانشيز (أرسنال). ويأمل منتخب "لا روخا" في تصدر المجموعة الأولى التي تضم أيضا الإكوادور والمكسيك وبوليفيا. وتعد كولومبيا، مثلها مثل تشيلي من المنتخبات المرشحة للفوز بالبطولة للمرة الثانية في مشوارها بعد 14 عاما من الكأس الأولى. ويخوض منتخب "لوس كافيتيروس" بقيادة الأرجنتيني أيضا خوسيه بيكرمان البطولة بهدف "الذهاب بعيدا" وفقا للمدرب والأمر الذي يبدو ممكنا في ظل وجود الحارس ديفيد أوسبينا (أرسنال) ومدافعين مثل خوان جييرمو كوادرادو (تشيلسي) ولاعبي خط وسط موهوبين مثل جيمس رودريجيز (ريال مدريد) وفريدي جوارين (إنتر ميلانو) ومهاجمين مثل جاكسون مارتينيز (بورتو) وكارلوس باكا (إشبيلية) وتيوفيلو جوتيريز (ريفر بليت) وفيكتور إيباربو (روما) وراداميل فالكاو (مانشستر يونايتد) الذي غاب عن مونديال البرازيل الذي لمع فيه أداء كولومبيا. أما الأرجنتين وأوروجواي والبرازيل فتشارك بالبطولة بأفضل ما لديها من لاعبين، حيث يحظى وصيف بطولة العالم بميسي في أفضل حالاته خلال آخر عامين متعطشا للفوز بأول لقب مع منتخب بلاده بعدما توج بالكثير من الألقاب بقميص برشلونة. وبرفقة ميسي يلعب أجويرو (مانشستر يونايتد) وجونزالو إيجوايين (نابولي) وتيفيز (يوفنتوس) وماسكيرانو (برشلونة) وأنخل دي ماريا (مانشستر يونايتد) ونيكولاس أوتاميندي (فالنسيا)، وجميعهم يتمتعون بخبرة كبيرة تؤهلهم للفوز باللقب الغائب عن خزائن منتخب راقصي التانجو منذ 22 عاما. أما أوروجواي فتدافع عن لقبها بدون نجمها المهاجم لويس سواريز، الأمر الذي لا يجب أن يكون عذرا لعدم الاحتفاظ باللقب فالسيليستي يحظى تحت قيادة المدرب أوسكار واشنطن تاباريز بوجوه جديدة بعد اعتزال دييجو فورلان وعدم استدعاء لاعبين أصحاب خبرة مثل دييجو ألفريدو لوجانو ودييجو بيريز. ويتمتع السيليستي بلاعبين كبار مثل فرناندو مولسيرا (جلطة سراي) في حراسة المرمى ودييجو جودين (أتلتيكو مدريد) في الدفاع ونيكولاس لوديرو (بوكا جونيورز) في وسط الملعب، فضلا عن نجمه الحالي إدينسون كافاني (باريس سان جيرمان) في الهجوم. وعن هدف المنتخب قال تاباريز "سنذهب ونحن مدركون ما ندافع عنه ولمن نلعب، للناس". أما في حالة البرازيل فبعد الانتكاسة في المونديال الذي استضافته عندما منيت بهزيمة ثقيلة أمام ألمانيا (7-1) يخوض المنتخب كوباأمريكا وهو يدرك أهمية البطولة بالنسبة للسيليساو في هذه المرحلة. وقد صرح المدرب الجديد للمنتخب كارلوس دونجا، الذي توج معه بنسخة 2007 في فنزويلا، أن "نسخة تشيلي هي أصعب كوباأمريكا أتذكرها كلاعب وكمدرب". ويحافظ دونجا في البطولة على المخضرمين تياجو سيلفا وديفيد لويز (باريس سان جيرمان) ونيمار (برشلونة) ويعود إليهم روبينيو (سانتوس) كما يدفع بوجوه شابة موهوبة مثل كاسيميرو (بورتو) وفيليبي كوتينيو (ليفربول). إلا أن منتخب السامبا يفقتد لعدد من نجومه للإصابة وهم مارسيلو (ريال مدريد) ولويز جوستافو (فولفسبورج) وأوسكار (تشيلسي) ، فيما يفتح عدم استدعاء دونجا لداني ألفيش (برشلونة) الباب امام لاعبين آخرين مثل دانيلو (بورتو) وفيليبي لويس (تشيلسي) وفيرمينو (هوفنهايم). واستدعى دونجا لاعب وسط شاختار الأوكراني "فريد" للانضمام الى القائمة المشاركة في كوباأمريكا ليعوض غياب لويز جوستافو. وبالنسبة للمكسيك فهي تخوض البطولة بفريق اضطرت لاستبعاد منه بعض النجوم ليدخرهم لبطولة الكأس الذهبية لدول اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) التي تقام من الثامن وحتى 27 يوليو/تموز المقبل في الولاياتالمتحدة مثل خابيير هرنانديز "تشيتشاريتو" وإيكتور إيريرا (بورتو) وكارلوس فيلا (ريال سوسييداد). ويخوض المدرب ميجيل إيرايرا بعد الاداء الرائع الذي قدمه في مونديال البرازيل، كوباأمريكا بأربعة نجوم فقط من المحترفين في أوروبا وهم المخضرم رافائيل ماركيز (هيلاس فيرونا) وخيسوس كورونا (تفينتي) وراؤول خيمينيز (أتلتيكو مدريد) وخابيير أكينو (رايو فايكانو). أما لبوليفيا والإكوادور وبيرو وباراجواي وفنزويلا وجامايكا، فكوباأمريكا 2015 تعد اختبارا لتشكيل فريق قادر على تقديم أداء جيد في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 ، إلا أنه ليس من المستبعد أن يفجر أحد هذه المنتخبات مفاجأة في تشيلي. وأخيرا تجدر الإشارة إلى أمر مثير للاهتمام وهو وجود العديد من المدربين الأرجنتينيين في كوباأمريكا وهم خيراردو مارتينو (الأرجنتين) وخورخي سامباولي (تشيلي) وخوسيه بيكرمان (كولومبيا) وريكارو جاريكا (بيرو) ورامون دياز (باراجواي) وجوستافو كينتيروس (الإكوادور).