عبرت هنغاريا عن نيتها في الاستعانة بتجربة إسبانيا لتدبير مشكلة اللاجئين على مستوى خطها الحدودي مع صربيا، وذلك بعدما نهجت سياسة وصفت ب"الحديدية" لمنع عبور الفارين من بؤر التوتر، خاصة السوريين، إلى دول الاتحاد، حيث إن سفيرة المجر بمدريد، إنيكو غيوري، تقوم بزيارة إلى مدينة سبتة حيث تلتقي بمندوب الحكومة المحلية للثغر المحتل، نيكولاس كوكورول. وقالت السفيرة المجريّة، في تصريحات لمنابر إعلام محلية إسبانية، إن زيارتها تهدف إلى الوقوف على واقع الهجرة بالخطين الحدوديين لكل من سبتة ومليلية، وكذا الاطلاع على تجربة المملكة الإيبيرية في تدبير ملف الهجرة بتشييدها سياجا شائكا تعلوه شفرات قصد التصدي للراغبين في الدخول إلى "الأراضي الإسبانية"، كما عبرت عن إعجابها بطريقة تعامل سلطات الثغرين مع المهاجرين. زيارة ممثلة الدبلوماسية الهنغارية لسبتة، ووفق البلاغ الصادر عن مندوبية الحكومية المحلية، تروم الوقوف على التدابير التي تتخذها حكومة مدريد في تعاملها مع المهاجرين الذين يتمكنون من بلوغ تراب المدينتين المحتلتين، لاسيما أن التدفقات الكبيرة للاجئين بالحدود المجرية استوجبت البحث عن حلول عاجلة، منها تشييد سياج حدودي بين صربيا وهنغاريا على مسافة 175 كيلومترا. الوزير الأول الهنغاري، بيكتور أوربان، أشاد بسياسة إسبانيا بهذا الخصوص، كما عبر عن أسفه من موقف باقي الأطراف، قائلا: "من المحزن أن تقع مسؤولية حماية الحدود على كل من إسبانيا ودولة المجر، باعتبارهما بوابة الدخول إلى باقي الدول الأوربية"، داعيا الدول الأخرى إلى المساهمة في إيجاد حلول لتدبير مشكلة الهجرة لكونها تمس جميع البلدان المنضوية تحث يافطة الاتحاد الأوروبي. وقد أثار السياج الحديدي لسبتة، البالغ طوله ستة أمتار، الكثير من الجدل، إذ شجبت مجموعة من المنظمات الحقوقية التي تعنى بالدفاع عن حقوق المهاجرين خطوة وضع شفرات حادة لكونها تهدد حياة الساعين إلى عبور الفاصل، خاصة بعدما لقي 15 مرشحا للهجرة مصرعهم في السادس من شهر فبراير من السنة الماضية على يد أفراد الحرس المدني الإسباني الذين واجهوهم بالقوة. يشار إلى أن زيارة سفيرة المجر إلى سبتة تأتي في وقت تشهد فيه سبتة ومليلة ضغطا غير مسبوق ناتج عن التدفقات الكبيرة للمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء ولاجئين سوريين، بالإضافة إلى مرشحين آخرين للهجرة السرية ممن يختارون الطرق البحرية، حيث إن القائمين على مراكز الإقامة المؤقتة المخصصة للمهاجرين، المعروفة اختصارا ب"CETI"، يشتكون من الاكتظاظ.