لا لون يعلو فوق اللونين الأحمر والأخضر في شبكات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت منصات لرفع الأعلام المغربية وترديد الشعارات الوطنية تخليدا للذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء. مغاربة "فيسبوك" تفاعلوا مع الحدث وتجندوا في مجموعات افتراضية للاحتفال بمسيرة السادس من نونبر 1975، فاختلفت مظاهر التعبير عن الفرح والسرور بين نشر العلم المغربي وترديد القصائد الوطنية. وانتشرت، خلال هذا الأسبوع، موجة الصور الشخصية المزيَّنة بالعلم المغربي بعدما تزيَّن الآلاف من نشطاء العالم الأزرق باللونين الأخضر والأحمر، كما هو حال معظم الشوارع والواجهات الكبرى بمختلف مدن البلاد. الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء لم يستثني أحدا، فقد انضم عدد من الشخصيات السياسية إلى ركب المخلِّدين افتراضيا لموعد السادس من نونبر، على رأسهم لحسن حداد، وزير السياحة، ونبيل بن عبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، إضافة إلى مجموعة من الفنانين على غرار Don BIGG، حاتم عمور، سعد المجرد وآخرون. "الصحراء مغربية"، "يحيا الشعب بملِكه وتبقى الصحراء مغربية"، شعارات تشاطرها العديد من مرتادي "تويتر" و"فيسبوك" من المغاربة على شكل "هشتاغ" في صفحاتهم تعبيراً عن قناعتهم الراسخة بمغربية الصحراء، فيما فضل آخرون استحضار القصائد الوطنية التي تغنى بها المغاربة من جيل لجيل على غرار "ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﻠﺴﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﺻﺤﺮﺍﺀ .. ﻓﺮﺣﻲ ﻳﺎ ﺃﺭﺽ ﺑﻼﺩﻱ ﺃﺭﺿﻚ ﺻﺒﺤﺖ ﺣﺮﺓ". ولم يفوت البعض هذه المناسبة للوقوف وقفة تقدير وعرفان ل350.000 مغربي ممن شاركوا في المسيرة الخضراء، عن طريق نشر صور توثق للحظة التاريخية، ورغم اختلاف التعبير إلا أن الرسالة كانت واحدة "تحية لنساء ورجال المسيرة"، فيما اختار البعض تمرير الرسالة بشكل رمزي من خلال إنشاء مجموعات افتراضية تضم 350 ألف عضو، عدد المشاركين في المسيرة. وأجمع العديد من رواد المواقع الاجتماعية على أن الهدف من هذه المظاهر الاحتفالية هو تخليد مناسبة كانت حاسمة في تاريخ المملكة، حين استرجع المغرب أقاليمه الصحراوية من الاحتلال الإسباني، فيما اعتبر البعض أن تدويناتهم "الفيسبوكية" إنما هي وسيلة للتعبير عن حماس المغاربة في الدفاع عن قضيتهم الوطنية الأولى متى تطلب الأمر ذلك. *صحافي متدرّب