تساءل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن سبب "عدم حب المواطنين للسياسيين"، وأجاب: "لأن كثيرا منهم همهم الوحيد إسقاط الآخرين، ونيل موقعهم"، داعيا المشاركين في "اللقاء الأول لشباب المجال القروي" إلى أن "يتحلوا بالخلق الحسن، والتضحية من أجل خدمة الوطن"، لأن معظم من يشتغلون بالسياسة، بحسب قوله، يسعون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة. بنكيران الذي كان يتحدث في افتتاح التظاهرة التي انطلقت، اليوم السبت، بجماعة ستي فاظمة بإقليم الحوز، شدد على ضرورة تميز تنظيمه في العمل السياسي عن "الآخرين الذين جرفتهم المنافع الذاتية"، باستحضار المرجعية الإسلامية السليمة، التي تسعى إلى البناء لا الهدم، وفق قوله. وزاد المتحدث ذاته، مخاطبا المشاركين بصفته الحزبيّة: "عليكم العمل بإخلاص لخدمة الشعب والوطن، بدل السعي للمنافع المادية من خلال المناصب السياسية"، واسترسل في نصائحه لشباب الحوز:"لا تمدوا أيديكم، ولا حتى أعينكم، إلى ما هو غير مشروع"، منبها إلى أن "المرجعية التي ينطلق منها حزب العدالة والتنمية قوامها الحرية، فلا يجوز إكراه الناس على اعتناق فكرة أو الانتماء لمشروع". الأمين العام لحزب "البيجيدي" قال، وهو يوجه كلامه للحاضرين، "لقد انتبهنا منذ زمان لأهمية إمارة المؤمنين، باعتبارها كرامة من الله عز وجل، واليوم تحقق إجماع حولها من طرف كل الفرقاء السياسيين" .. وطالب بالمحافظة عليها، لأن "هذا هو منهج ومنطق حزب المصباح في الإصلاح"، مستدركا: "ومن كان يريد الإسقاط فليبح بذلك علانية". بنكيران أورد أن "تدبير العدالة والتنمية للشأن العام أسس لمرآة تعكس وجوه السياسيين، لأن الناس أصبحوا قادرين على التمييز بين من يسعى للمناصب من أجل خدمتهم، ومن يتخذها مطية لأغراض أخرى، بعيدة عن نبل السياسة"، ووجه كلامه لشبيبة حزبه منبّها: "إن كنتم تتصورون أننا سنوزع خيرات البلاد على كل واحد منكم، فارحلو..". وعاد الأمين العام ل"المصباح" نحو نتائج انتخابات 4 شتنبر، ليقول: "لم يحدث في تاريخ المغرب أن حصدت مؤسسة سياسية تدبِّر الحكومة ما حصل عليه حزب العدالة والتنمية"، معتبرا ذلك "دليلا على أن المجتمع يفهم الأداء السياسي لحزب المصباح". بنكيران استطرد: "الأحزاب الأخرى إما أن تكون أفضل منا، أو سنهزمها، وأتمنى أن تكون أفضل حتى أعبر عن فرحي وأقدم لها التهاني في حالة انهزامنا في أي انتخابات"، معتبرا أن في ذلك ربحا للوطن، ومشيرا إلى أن "ّحزب التحكم يستعمل ثالوث التنمية والقمع والسينما، وهو منهج بن علي، رئيس تونس المطرود من قبل شعبه"، بتعبير "كبير الPJD". وأشار السياسي نفسه إلى أن "حزب العدالة والتنمية، حين قرر مواجهة التحكم، فاتح رؤساء أحزاب عبّرت عن تضامنها، ولكنها لم تستطع المجاهرة بذلك"، منبها إلى أن "السياسة تحتاج إلى المْعْقُول الذي أفلح حين تراجع من غررت بهم جهات معادية للحزب، وساروا في دربها، معترفين بخطئهم"، وتابع مثيرا انتباه الشباب ل"أهمية استقلالية القرار السياسي في محاربة الفساد، الذي يعتبر ظاهرة اجتماعية لا يمكن القضاء عليها، ولكن يجب العمل على تقليصها". بنكيران اعتبر، وسط كلامه، أن "المواطن يجب أن يتمتع بالكرامة والأمن والعدل والاستقرار في وطنه، لأن ذلك هو الطريق الملكي للانتماء والتشبث بالهوية المغربية"، معاتبا "الأطباء الذي خاضوا إضرابا لمدة 82 يوما، من أجل مبلغ مالي زهيد قيمته 3000 درهم"، موضحا أنه "على الطبيب، كمتخصص في شفاء المريض، أن يعمل ويطلب"، مذكرا بأن "كلمة الطبيب الشافي من أسماء الله الحسنى"، مهنئا، في ختام كلمته، أصحاب البذلة البيضاء على إنهاء شكلهم الاحتجاجي.