أفادت صحيفة "ذي إيكونوميك تايمز" بأن المغرب يسعى إلى تنويع تعاونه الاقتصادي مع الهند ليشمل مجالات مختلفة، مبرزة أن المملكة، التي وصفتها برائدة شمال إفريقيا اقتصاديا والمصدرة الرئيسية للفوسفاط إلى الهند، تسعى إلى تثمين علاقاتها مع هذه الأخيرة على مستوى السياحة. وكشفت الصحيفة الهندية أن المكتب الوطني المغربي للسياحة يستعد لفتح مكتب إقليمي له في دلهي خلال 10 أيام بعد الحصول على التصريح اللازم من السلطات المحلية، مسجلة أن افتتاح هذا المكتب يأتي نتيجة للتعاون المثمر بين حكومتي البلدين. وذكرت "ذي إيكونوميك تايمز" أن البلدين قررا، منذ سنة 2015، الرقي بعلاقاتهما الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية، موردة أنهما يعملان الآن على إدراج مجالات جديدة للتعاون، بما في ذلك السياحة والمجالات التقليدية للأسمدة والكيماويات والسيارات والطاقة المتجددة. ونقل المصدر الإعلامي ذاته عن عبد الرفيع الزويتن، مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة، الذي يوجد في رحلة عمل على الهند، أن "المغرب يتخذ خطوات محددة لاستهداف سوق السياحة الهندية"، مضيفا أن "المغرب يريد الانفتاح بشكل متزايد على الهند باعتبارها إحدى الدول الصاعدة، ويأمل في جذب انتباه عدد كبير من السياح الهنديين وجعلهم يزورون المملكة، بمن فيهم صناع السينما". وقال الزويتن إن "العلاقات الهندية المغربية تعززت خصوصا بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى نيودلهي في أكتوبر 2015، بالتزامن مع النسخة الثالثة من منتدى الهند وإفريقيا". وتابعت "ذي إيكونوميك تايمز" أن المغرب يشهد الكثير من الاهتمام بالفن والثقافة الهندية، وخاصة بوليوود، موردة أن مهرجانات مراكش السينمائية الدولية تقوم بمتابعة الأفلام الهندية ودعوة الجهات الفاعلة بالهند، مشيرة إلى أن عددا من أفلام بوليوود الشعبية تم تصويرها في المغرب خلال السنوات القليلة الماضية. وأبرزت الصحيفة أن الهند هي أكبر مستفيد آسيوي من الاستثمارات الحكومية المغربية، مؤكدة أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي من شأنه أن يضيف مزيدا من الزخم للعلاقات بين إفريقيا والهند، مشددة على أن المغرب شريك رئيسي لمكافحة الإرهاب وأساسي للهند لمحاربة التطرف في شمال أفريقيا. وسلطت الصحيفة ذاتها الضوء على تاريخ العلاقات بين البلدين، التي بدأت في القرن الرابع عشر عندما سافر الرحالة الشهير ابن بطوطة إلى الهند، معرجة على التاريخ الحديث، حينما كانت الهند نشطة في الأممالمتحدة لدعم حركة التحرر المغربية. وتعد الهند واحدة من الأسواق الرئيسية للفوسفاط المغربي ومشتقاته. أما المواد الرئيسية الأخرى المصدرة إلى الهند فهي الخامات المعدنية والمنتجات شبه المصنعة والمواد الكيميائية غير العضوية، فيما تبقى أهم صادرات الهند إلى المغرب هي القطن والألياف الصناعية ومعدات النقل والمستحضرات الصيدلانية والأدوات الزراعية والمواد الكيميائية والتوابل والمعادن المصنعة.