هاجمت الودادية الحسنية للقضاة تصريحات صادرة عن الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، اتهمت فيها السلطة القضائية بتلقي تعليمات قصد "جرجرت محاكمة ناصر الزفزافي ورفاقه المعتقلين بعدما فشل مخطط التخويف والتخوين"؛ وذلك على خلفية حضورها أطوار جلسات المحاكمة الأسبوع الماضي. واعتبر قضاة الودادية تصريحات القيادية اليسارية "تمس بشكل مباشر باستقلال القضاء وكرامة القضاة وتشكك في حيادهم وكفاءتهم في مشهد عبثي يضرب كل القيم والأخلاقيات التي يفترض أن يكرسها الأشخاص ذوو المكانة الاعتبارية بالنظر إلى المؤسسات التي يمثلون باعتبارهم القدوة والنموذج الذي يجب أن يحتذى". وكانت منيب كتبت "تدونية" على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قالت فيها: "حضرت اليوم محاكمة نشطاء قياديين على خلفية حراك الريف السلمي في وقت لازالت الاعتقالات مستمرة وما يسميه المعتقلون "عقابا جماعيا" أيضا مستمراً". وزادت منيب: "القضاء يُجرجر المحاكمات وكأنه ينتظر توجيهات لم تأت بعد ويحاول التيئيس بعدما فشل مخطط التخويف والتخوين؛ فلا يمكنك إلا أن تشعر بالحسرة على وطن محتجز وعلى حضور محاكمة الشباب السلمي الذي يُطالب بالإصلاح وبالعيش الكريم في حين ينعم المفسدون بالإفلات من العقاب". وردا على ذلك، أورد القضاة المغاربة أن ما صدر عن الأمينة العامة يعد "استغلالاً سياسوياً لمحاكمات ولحقوق الناس ولحق الوطن". وهددت الودادية الحسنية في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه بمتابعة نبيلة منيب قضائياً بالقول: "لا بد سيدتي أن نحتكم جميعا إلى صوت القانون ولدينا كل الثقة في مؤسسة القضاء لرد الاعتبار لكل من تجرأت على إهانتهم والمس بكرامتهم". وتابع المصدر: "إن الصمت الآن أمام هذه الخروقات الدستورية والقانونية لا يمكن أن يكون إلا تخاذلا وإخلالا بالتزام وليس حكمة أو تبصرا، كما أكد عليه قرار سابق للمجلس الأعلى للقضاء الفرنسي". واتهم المصدر ذاته منيب ب"بالترويج لخطاب البؤس ورسائل التبخيس والتيئيس الحقيقية من عمل سلطة ومؤسسة وقاضيات وقضاة يعيش الوطن في داخلهم وهم يبتون يوميا في آلاف القضايا بمختلف المدن والقرى والمراكز التي ربما لا تعرفين أي توجد بخريطة المملكة". وتساءل قضاة الودادية في هجومهم على منيب: "ماذا لو كانت الهيئة التي تنظر في الملف موضوع تدوينتك قد أسرعت وبتت في الملف دون جرجرته كما زعمت، ألن تبادري إلى تدوينة مغايرة تؤكدين فيها أن المحاكمة صورية مفبركة وأن الأحكام كانت جاهزة ومعدة سلفا؟"، متهمين إياها ب"الجهل بالقانون وبأسباب تأخير المحاكمة". "تدوينة" منيب التي أثارت غضب قضاة الودادية أكدت فيها أن "الفساد والاستبداد وعدم استقلال القضاء هو ما يهدد السلم والأمن وكذا لوبيات الفساد والاحتكار والمنتخبون الفاسدون الذين يستغلون مناصبهم لمراكمة الثروات"، قبل أن تختم حديثها بالقول: "رأيت وجوها شاحبة لشباب مناضل يحمل شارة النصر ويبتسم لكي لا تبكي الأمهات. لماذا يجري هذا في وطني؟ وأي خطر يمثله هؤلاء المعتقلون؟".