أطلق فاعلون جزائريون مدنيون مبادرة رياضية جديدة تهدف إلى إنشاء دوري كروي يجمع أقوى الفرق المغاربية، بأبعاد تروم توحيد الدول المغاربية، انطلاقا من استحضار مبادرة الفحم والصلب الأوروبية، التي تمكنت من توحيد دول الاتحاد الأوروبي، مُعتبرين المبادرة فرصة ممهدة لميلاد الاتحاد المغاربي. الفاعلون الذين أطلقوا على المبادرة اسم "نبني"، أكدوا أن "مبادرة البطولة المغاربية ستكون أكثر فعالية لتحقيق الاندماج مقارنة مع الترشح لتنظيم مونديال 2030، ولا تقتضي سوى إرادة حقيقية من الدول الثلاث، دون الحاجة إلى التقدم للفيفا"، مشيرين إلى أن "جغرافية بأكثر من 100 مليون ساكن سيكون لها تأثير محفز على دينامية التكامل الإقليمي". وذكر الفاعلون أن "البطولات المغاربية تعاني قلة الجاذبية والتنافسية، وعدم القدرة على الاحتفاظ بأجود لاعبيها، فضلا عن المستوى الاقتصادي الضعيف للأندية المغاربية، الناجم عن الإيرادات القليلة الواردة من عقود الرعاية، وحقوق البث التلفزيوني، التي لا يتم تصديرها إلى الخارج، مما يفرض تأسيس نخبة موحدة لكرة القدم المغاربية المحترفة، تقدم شكلا جديدا لمنافسة ذات إمكانات استثنائية". وأضافوا أن "الدوري الموحد سيجمعُ أعرق الأندية وأكثرها قدرة على تلبية المواصفات المقررة في دفتر شروط يعطي أولوية لتاريخ الأندية، ولسجلها الحديث، وكذلك حيازتها لمرافق بمواصفات يمكنها احتضان مباريات دولية ذات تغطية إعلامية عالمية". ووُضع تصور محدد للدوري، حيث اقترح المنظمون أن "يضم 6 أندية مغربية و6 جزائرية و6 تونسية، مع إمكانية توسيع دائرة المشاركين لتشمل كلا من ليبيا وموريتانيا ومصر، وسيعتمدُ على مجموعة من الشركات الخاصة والعمومية الكبيرة وصناديق الاستثمار لتمويل المواسم الأولى من البطولة المغاربية، إضافة إلى البث التلفزيوني، للوصول إلى ضمان مداخيل بعشرات الملايين من الأورو في الموسم الواحد لكل ناد مشارك". وأكدوا أن "جاذبية المنافسة ستولد نموذجا اقتصاديا مستداما جديدا، حيث ستشهد إدارة الرابطة تنويعا على مستوى الإرادات، بفضل ارتفاع عائدات النقل التلفزيوني، عبر الانفتاح على بلدان الخليج كذلك، التي ستهتم بدوري قوي ينظم في شمال إفريقيا، كما أنه سيُشكل خزانا كبيرا للمواهب بالنسبة للدوريات الأوروبية الكبرى". وأضاف الفاعلون أن "التغطية الإعلامية، وارتفاع معدلات امتلاء الملاعب، من شأنه جذب المعلنين والشركات، التي ستتقدم بعروض ضخمة لرعاية الأندية الكروية، وهو ما سيكون قنطرة حقيقية لإنشاء منطقة مغاربية من أجل الانتقال الحر للأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال". كما أوضحوا أن "تضاعف المباريات المغاربية سيؤدي إلى تسهيل تنقل المعجبين في جميع أنحاء المنطقة، وسيكون في هذه الحالة مستحيلا الإبقاء على الحدود مغلقة بين المغرب والجزائر"، مشيرين إلى أن تطوير سوق اللاعبين وتنويع مصادر الإيرادات سيُبرزان "القضايا المتعلقة بمراقبة الصرف، وصياغة اللوائح والتشريعات، وهو ما سيجعل السلطات العمومية في كل بلد مضطرة للاتفاق على مزيد من التجانس المالي". وطالب الفاعلون، ختاما، السلطات العمومية "بإدراك أنه طالما بقيت أسواقها مجزأة، فإن إمكانات الجذب في المغرب الكبير ستبقى ضعيفة الاستغلال، وبالمثل فإن التأثير والوزن اللذين تمارسهما بلدان المنطقة سيضعفان بمرور الوقت ما لم تكن هناك إرادة مشتركة ورؤية للمستقبل تتقاسمها البلدان الثلاثة، متسائلين: لماذا لا تبدأ هذه البلدان بكرة القدم التي تجمع الجميع؟.