في خطوة تصعيدية، أعلنَ عمال ومستخدمو شركة "سنطرال دانون" عزمهم خوض إضراب عن العمل لمدة 24 ساعة -غير معلن التاريخ- احتجاجاً على تضييق إدارة المقاولة على الحريات النقابية وطرد بعض العاملين، منددين ب"أوضاعهم المادية والاجتماعية والنفسية، والتي أصبحت تتسم بالتدهور، في ظل غياب تام للاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة والتجاهل التام لها". وأورد مستخدمو الشركة الفرنسية الموجودة في المغرب منذ سبعينيات القرن الماضي، في بلاغ لهم، أن "إدارة الشركة تماطلت في الاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة"، منتقدين "مواصلة بعض المسؤولين في الوكالات التجارية والوحدات الإنتاجية للشركة والضيعة بالقنيطرة الضغط والاستفزاز والتمييز في التعامل مع الممثلين النقابيين والمنخرطين في الاتحاد المغربي للشغل، رغم عدة اجتماعات مع إدارة الشركة، آخرها اجتماع 29 شتنبر الماضي". ودعا العمال شركة سنطرال الفرنسية إلى احترام الحريات النقابية ووضع حد للتمييز النقابي والمضايقات في حق ممثلي الاتحاد المغربي للشغل بمختلف الوكالات التجارية والوحدات الصناعية والضيعة، كما طالبوها بالحفاظ على الحقوق والمكتسبات، وخاصة ما يتعلق بالأجور التي تم تقليصها ب50 في المائة. وتوجّه مستخدمو شركة "دانون" إلى المدير العام للمجموعة الفرنسية "من أجل التدخل لوضع حد لتصرفات وتماطل وتجاهل إدارة الشركة للمطالب العادلة؛ مع إرجاع عضوي المكتب الوطني الموقوفين إلى عملهما من أجل تفادي كل توتر أو احتقان اجتماعي تتحمل عواقبه الإدارة". كما دعت وثيقة المطالب التي تتوفر جريدة هسبريس على نسخة منها إدارة شركة سنطرال إلى التشبث بمهمة مساعدي البائع بكل شاحنة عند التوزيع وبدون شرط السقف، كما كان معمولا به، مع إتمام مسلسل الإدماج بالنسبة للفئة المؤقتة والذين قضوا سنوات عمل عديدة بالشركة، وكذا إرجاع عضوي المكتب الوطني الموقوفين لأسباب نقابية إلى عملهما. وفي السياق، أكد عبد الحق اعتيلة، الكاتب العام للنقابة الموحدة للمواد الغذائية، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، أن مستخدمي الشركة ذاقوا الويلات بسبب حملة المقاطعة التي أضرت بشكلٍ كبير بالشركة، وزاد: "خضنا معارك مع الإدارة وقررنا الاصطفاف إلى جانبها، من أجل ضمان استمرارية الشركة، خوفاً من تشرد عائلاتنا"، مردفا: "لكن الشركة في المقابل لم تراع حقوقنا ومطالبنا وهمشت صوتنا النقابي". وأضاف اعتيلة في تصريح لجريدة هسبريس: "الشركة شهدت تحسنا في المبيعات بعد حملة المقاطعة، لكنها لم تتجه إلى حلِّ مشاكلنا"؛ وزاد: "المجموعة الفرنسية تجاوزت تداعيات المقاطعة وباتت تستعيد عافيتها، لكن دون أن تفكر في حل مشاكلنا، خاصة في شقها المادي". وطالب المسؤول النقابي الرئيس المدير العام للشركة بالتدخل العاجل والفوري "لوضع حد لممارسات وتماطل إدارة الشركة وتجاهلها لمطالب العمال، خاصة في شقيها الحقوقي والمادي".