بإطلاق المغرب قمر "محمد السادس ب" تكون المملكة عززت نظاماً متكاملاً لرصد مختلف مناطق التراب الوطني، بما فيها التحركات المشبوهة التي تقوم بها جبهة البوليساريو الانفصالية شرق الجدار العازل في الصحراء. وكان القمر الصناعي "محمد السادس ب" أطلق في الساعات الأولى من يوم الأربعاء من محطة غويانا الفضائية، التابعة لفرنسا والواقعة على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية؛ وهو ثاني قمر صناعي يُدخل المغرب نادي الدول الكبار، بعدما تم إطلاق القمر الصناعي الأول "محمد السادس أ" شهر نونبر الماضي. وسيمكن هذان القمران الصناعيان من مراقبة الحدود البعيدة في الصحراء بشكل دقيق، إذ سبق للممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، أن أكد أن القمر الصناعي المغربي "محمد السادس-أ" يسمح برصد أدنى تحركات "البوليساريو"، مبرزا أن المملكة، في ظل قيادة الملك محمد السادس، "كان لها حظ ولوج العصر الجديد للتكنولوجيات عالية الدقة". محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، أوضح أن "القمرين الصناعيين اللذين يتوفر المغرب عليهما اليوم ينتميان إلى جيل متطور من الأقمار الصناعية المحملة بتكنولوجية جد متقدمة"، مضيفاً أن الصور التي يمكن للقمر الصناعي الواحد التقاطها تبلغ 500 صورة يوميا، وبجودة ودقة عاليتين. وأضاف المتحدث في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "نتائج المراقبة اليوم ستصبح مضاعفة، خصوصا من حيث الزمن، لأن القمرين لا يدوران من النقطة نفسها، بل في حالة تلاحق يغطي فيها كل قمر فترة زمنية معنية"، مشيرا إلى أن هذه العملية ستمكن من توفير المعلومة لجميع الأهداف التي ترصدها أعين المملكة، خصوصا في المجالات الإستراتيجية الكبرى. ويشرح رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية أن "النظام المحمل في القمر الصناعي يتوفر على أداة جد متطورة لمعالجة الصور وإرسالها، بالإضافة إلى أن أجهزة الإرسال والاستقبال عالية الدقة". ويخلص محمد بنحمو إلى أن "المغرب دخل مجال صناعة حقيقية للفضاء، في خطوة كبيرة تتجه إلى الاستقلال عن إرادة القوى الكبرى في هذا المجال، وهو ما سيمنحه قاعدة معلومات واسعة خاصة به دون الحاجة إلى اللجوء إلى جهات أخرى". وسبق لممثل المغرب بالأممالمتحدة أن أكد أن المملكة "أصبحت اليوم قادرة على تتبع تحركات الانفصاليين، وتبلغ الأمانة العامة للأمم المتحدة في حينه، وتمدها بصور للأقمار الصناعية"، مضيفا: "هذا يسمح لنا بالضغط على انفصاليي البوليساريو، الذين نرصد وندين تحركاتهم ومناوراتهم". وبغض النظر عن الجانب الأمني، سيمكن هذان القمران الصناعيان أيضاً من تطوير المغرب لبنية تحتية تكنولوجية متقدمة وعالية الجودة لفائدة المراقبة الخرائطية؛ وهو ما سيمكنه من التقليل من اللجوء إلى التصوير الجوي أو طلب صور من لدن موردين دوليين.