دخل المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف على خط القرار الذي اتخذه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، والمتعلق بمنع التظاهرات داخل الحرم الجامعي. وطالب المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، عقب اجتماع مكتبه التنفيذي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، بإلغاء الإرسالية الموجهة إلى رؤساء الجامعات المتعلقة بتنظيم التظاهرات في الجامعة. واعتبرت الهيئة الحقوقية، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، أن هذه الإرسالية "تكرس نهج التراجع الحقوقي الجاري، وذلك بالحد من انفتاح الجامعات على محيطها السياسي والمدني والاجتماعي الوطني والدولي". وعبر رئيس المنتدى حسن كمون، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن رفض قرار الوزير أمزازي، قائلا: "نرفض هذا القرار ونطالب بإلغائه؛ فنحن نعتبر الجامعة فضاء للحوار والفكر، لا يمكن إغلاقه في وجه الفعاليات والمفكرين والمثقفين". وفِي وقت تعلل وزارة أمزازي قرارها بالإحداث التي شهدتها بعض الجامعات، عبر كمون ضمن تصريحه عن نبذه العنف داخل الحرم الجامعي من أي جهة كانت؛ "غير أن هذا الأمر لا يجب أن يكون سببا في منع فضاء الجامعة من لعب دوره، فهذا أمر غير مقبول بتاتا"، حسب تعبيره. ووجه سعيد أمزازي، قبل أيام، مذكرة إلى رؤساء الجامعات المغربية طلب منهم فيها عدم الترخيص لأي جهة خارجية باستغلال مرافق الجامعة أو المرافق التابعة لها من أجل تنظيم تظاهرات "كيفما كان نوعها". وشدد الوزير في إرساليته على ضرورة الحصول على ترخيص من طرف رؤساء الجامعات بالنسبة إلى التظاهرات العلمية المنظمة من طرف المؤسسات الجامعية التي يشرفون على تسيير شؤونها. ويأتي هذا القرار، حسب الوزارة نفسها، من أجل "تفادي تكرار الأحداث المؤسفة التي تشهدها بعض المؤسسات الجامعية خلال التظاهرات المنظمة بمقراتها، والتي تهدد سلامة جميع العاملين بهذه المؤسسات، من أساتذة وأطر إدارية وطلبة". وحاولت الوزارة تبرير قرارها بالتأكيد على أن "الحرية الأكاديمية والثقافية داخل الحرم الجامعي هي أساس الإبداع الفكري الخلاق الذي تميزت به الجامعة المغربية منذ تأسيسها إلى حدود اليوم"، مشيرة إلى كون مذكرتها ترمي إلى "رد الاعتبار لمبادرة الأساتذة الباحثين، إذ تسعى إلى جعل إدارات المؤسسات الجامعية والجامعات الداعم الأوّل لهم ماديا وتنظيميا". وكانت بعض الكليات شهدت خلال الأيام الماضية أحداث عنف، إذ جرى نسف محاضرة للناشط أحمد ويحملان بكلية بني ملال من طرف طلبة الحركة الأمازيغية؛ كما شهدت كلية تطوان نسف محاضرة لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني من طرف طلبة يساريين.