أمرت النيابة العامة الشرطة القضائية بمدينة الدارالبيضاء بفتح تحقيق مع وسيط متهم بالنصب على مجموعة من الأفراد، بدعوى التوسط لهم للحصول على أحكام قضائية لصالحهم مقابل مبالغ مالية. وشرعت عناصر الشرطة القضائية في استنطاق الوسيط الذي ظهر في شريط فيديو وهو يتحدث إلى امرأة تضع "نقابا" على وجهها داخل سيارة عن حكم قضائي ينتظر والدتها. وقال محمد رضوان، رئيس المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بجهة الدارالبيضاء الكبرى، إن "قضاة الودادية الحسنية عبروا عن إدانتهم لمضمون الفيديو الذي يعكس وجود وسطاء يبتزون المواطنين ويؤثرون عليهم للحصول على أموالهم بدون وجه حق، بدعوى توفرهم على علاقات نافذة داخل المحاكم". وأضاف رضوان في تصريح لهسبريس: "لا يسعنا سوى شجب أعمال مثل هؤلاء الأشخاص الذين يسعون لتلطيخ سمعة القضاء والقضاة من أجل الحصول على مآرب مادية ولو على حساب سمعة مؤسسة مستقلة". وتابع قائلا إن "القضاة يتبرؤون من مثل هؤلاء الأشخاص، ويؤكدون أن باب القضاء مفتوح لجميع المتقاضين الذين نعتبرهم سواسية أمام القانون في جميع درجات التقاضي". وشدد القاضي محمد رضوان على أنه "يجب أن يكون هذا الوسيط عبرة لكل من تسول له نفسه التحدث باسم القضاة والنصب على المتقاضين". وتم تداول شريط فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه الوسيط الموقوف وهو يحاول إقناع امرأة بأن وساطته أثمرت تخفيض الحكم القضائي في حق أمها من 8 أشهر حبسا نافذا إلى شهرين فقط، وبأنه تبقى لها 40 يوما فقط لمغادرة السجن، باعتبار أنها قضت 20 يوما رهن الاعتقال. وأقر الشخص ذاته بحصوله على مبلغ مادي معين نظير تدخله من أجل خفض الحكم القضائي المذكور، في الوقت الذي أبدت فيه ابنة السجينة امتعاضها من "الحكم المخفف".