بصوت خافت لا يكاد يُسمع، يحكي سعيد أستاي عن حال جسده النحيل الذي أنهكه المرض، وحوّله إلى كومة من العظام بالكاد يستطيع لملمتها، بعد أن صارت أطرافه السفلى شبه معطلة وعاجرة عن الحركة. بدأت معاناة سعيد أستاي، البالغ من العمر ثلاثين عاما، منذ حوالي سبع سنوات، حين بدأ يفقد التحكم في أطرافه العليا، ومع مرور السنوات أصبح وضعه الصحي يتفاقم، بسبب عدم امتلاكه المال ليعالج به جسده العليل. ويعود سبب الشلل شبه الكلي الذي يعاني منه سعيد في أطرافه العلوية وصعوبة التنفس إلى انسداد عرق في رقبته، يعيق تدفق الدم، حسب التشخيص الطبي الذي خضع له. في سنة 2013 أعان محسنون سعيد، القاطن بدوار معلا بإقليم اشتوكة آيت بها بنواحي أكادير، على إجراء عملية جراحية كلّفت مليوني سنتيم ونصف، لكن الطبيب الذي أجرى له العملية بمدينة أكادير، لم يقم بعمله على النحو المطلوب، كما جاء على لسانه. اكتشف سعيد، كما قال لهسبريس، أن حالته الصحية لم تتحسن، بعد إجراء تلك العملية الجراحية، فطرق باب عيادة طبيب آخر، فصدمه هذا الأخير بأن العرْق الذي حسِب أنه أصبح سالكا ليجري فيه الدم، لا يزال مسدودا. وأضاف معلقا "الطبيب الذي أجرى لي العملية الجراحية فتح لحمي وأغلقه دون أن يعالج المشكل الذي أعاني منه". ولأن الشاب ذا الملامح الضامرة والمتحدر من أسرة فقيرة، لا يملك مالا لمواصلة رحلة العلاج، أو لاسترداد حقه الضائع عند الطبيب الأول، فقد استسلم لقدره، وظل ينتظر أن يأتي من يساعده لإجراء عملية جراحية ثانية، تكلفه أربعة ملايين سنتيم، حسب ما أخبره به الطبيب الثاني. ولم يستسلم سعيد إلا بعد أن لجأ إلى المستشفيات العمومية، "ولكن مَن سينتبه إليك، تعبت من الذهاب والمجيء دون نتيجة"، يقول، قبل أن يضيف "إذا لم يكن لديك مال فلا أحد سيشعر بوجودك". وبالرغم من أنه لا يزال في مقتبل العمر، فإن المرض الذي يكبل جسده النحيل منذ سبع سنوات، ويفاقمه الوضع الاجتماعي لأسرته، زيادة على غياب العلاج في مستشفيات الدولة، جعله يفقد الأمل في كل شيء، ويؤكد ذلك بقوله: "فقدت الأمل في هذه الدنيا، وآمل أن يأخذني ربي إليه". يصمت لبرهة كما لو أنه لمح بصيصا من الأمل لا يزال قائما، قبل أن يضيف "كل واحد يفكر في نفسه فقط ولا أحد يشعر بمعاناتي، لكني آمل أن يلقى ندائي استجابة أحد المحسنين ويساعدني على العلاج". لمن يود مساعدة سعيد أستاي، يرجى الاتصال به على رقمه الهاتفي: 0678804059