أثار مقال الأستاذ فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، المعنون ب"نحن ولبنان"، كثيرا من التجاذبات. أهم ما جاء في المقال ما يلي: "لعل المغرب وهو يتابع ما يحدث في لبنان، بعد أن ابتعد عنه سياسيا ودبلوماسيا، أقدر على الاستفادة من أحداثه، وأخذ العبرة من محاولات التطييف السياسي؛ فإن كان عنوانه في المشرق هو الدين فإن العنوان الأبرز للمسألة في المغرب هو اللغة. ولا داعي للتذكير ببعض الكيانات السياسية التي أنشأت أو جعلت برنامجها الانتماء اللغوي باعتباره عنصرا وجوديا لها دون التفكير في مخاطر ذلك على الوطن والهوية الوطنية المشتركة". وهو تهديد وتخويف صريح مفاده مصادرة الحقوق الطبيعية من لغة وثقافة الأمازيغ، ما ينافي ما جاء به الدستور وحالة تركيبة المجتمع المغربي وغير مقبول قلبا وقالبا.. أمر الهوية لا يخضع ولن يخضع للمساومة ولا للتهديد، فكل شعب يطمح إلى أن يستمر إرثه الثقافي واللغوي طالما هو حي ونقله (الإرث) لأبنائه وبناته وأحفاده كاملا. ولأننا في عهد الهيمنة، فللوصول إلى تلك الغاية لا بد من التمدرس والترسيم و"التحفير"، وهو ما فطنت إليه الدولة أو إلى نصفه.. تجاهل الأمازيغية، عرقلتها والمماطلة في إقرارها..هنا يا شريك الوطن يكمن خطر التطييف السياسي والردة وليس العكس. أما ذِكر الأستاذ للهوية المشتركة فهو يدين نفسه وينسف منطقه، فالهوية المشتركة هي التي تجعل من المفترض كل مغربي مدافعا عن الحقوق الطبيعية للأمازيغ باسم الهوية المشتركة ذاتها والأخوة وأشياء أخرى أعمق من ذلك لا داعي لذكرها، تجنبا لجدال نحن في غنى عنه. مصادرة وانتزاع حق شريك في الوطن يضرب عرض الحائط الهوية المشتركة وقد تتحول إلى عدوانية صريحة أو دفينة كما نقرأ هنا ومن هناك.. ألا تكفي "يا شريك الهوية" تسع سنوات عجاف من "أروح بأشجان على مثلها أغدو"؟ أليس هذا ضرب من الإهانة و"الحكرة" أو أنتم لا تشعرون؟. القضية الأمازيغية هي قبل كل شيء قضية إيثار واحترام، احترام الغير ومشاعره وتفهم مشاكله وصعوبة العيش في وطن يخذلك.