يستعد المراكشيون كعادتهم من كل سنة، للاحتفال بمطلع السنة الميلادية الجديدة، حيث تتطلع الكثير من العائلات المراكشية، بتوديع سنة 2016 واستقبال السنة الجديدة، بالاحتفال في الأماكن العامة وحضور سهرات غنائية كما يفضل البعض الآخر قضاءها عند الأهل والأقارب. وتختلف طرق ووسائل احتفال المراكشيين بحلول السنة الميلادية الجديدة باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، وتبقى الإمكانيات المالية، وحدها المحدد للوجهة المقصودة. وتحولت مراكش خلال هذه الأيام إلى وجهة مفضلة لعدد من مشاهير العالم الذين لا يجري الإفصاح عن أسمائهم لكون زياراتهم تتسم بالخصوصية، والراغبين في توديع السنة الميلادية 2016 تحت سماء المدينة الحمراء الدافئة، حيث تم حجز أروقة ملكية بمجموعة من الفنادق الفاخرة، من طرف العديد من الشخصيات العالمية من عالم السياسة في أوربا وأمريكا اللاتينية وعدد من الأمراء الخليجيين، وحظي توافد مشاهير العالم على مدينة مراكش، إشعاعا دوليا، وتتبعا كبيرا لمدلول هذه الزيارات ورمزيتها. وأصبح مجيء مشاهير العالم إلى مراكش، عادة وليس استثناء، إما للزيارة السياحية أو للمشاركة في تظاهرات ولقاءات ومؤتمرات، ذات طابع سياسي أو اقتصادي أو علمي أو رياضي أو فني، أو غيره. وأخذا بعين الاعتبار لقيمة الحدث وعدد وشهرة وجنسيات قاصديها، تعيش مراكش، هذه الأيام، على إيقاع تدابير أمنية خاصة، سطرتها سلطات المدينة، تتضمن إجراءات وقائية واحترازية ورفع حالة التأهب واليقظة، بشكل يضمن ويوفر راحة البال ومتطلبات الأمن والسلامة للزوار، إذ كثفت مختلف عناصر الشرطة مراقبتها الأمنية للمؤسسات السياحية الحيوية ومختلف المناطق السياحية والشوارع المؤدية لها، كما رفعت الأجهزة الأمنية درجة اليقظة والحذر، ونصبت عدد من “البراجات”، بمختلف مداخل مدينة مراكش. وفي هذا الإطار، وضع مسؤولو ولاية أمن مراكش إستراتيجية استباقية من خلال تجنيد خيرة الأطر الأمنية لحماية أمن وسلامة الأفراد والممتلكات والأماكن الحيوية بالمدينة الحمراء، حيث عرفت المناطق الحساسة بالأحياء السياحية الراقية خصوصا الحي الشتوي ومنطقة النخيل وساحة جامع الفنا انتشارا أمنيا من طرف فرق أمنية ذات كفاءة عالية ومجهزة بأحدث التجهيزات المتطورة كما هو الشأن بمحيط محطة القطار وساحة باب دكالة. وعبر العديد من المواطنين عن ارتياحهم للحضور الأمني الذي يعكس الإستراتيجية الاستباقية في التعامل مع الجريمة واستثبات الأمن في نفوس سكان العاصمة السياحية وزوارها . وكان مقر ولاية جهة مراكش، قبلة لكبار المسؤولين من أمن ودرك ملكي، وقوات مساعدة، والوقاية المدنية، إذ تم تشكيل لجنة مشتركة، تضم مختلف الأجهزة، عهد إليها تنسيق العمل مع كافة المسؤولين الميدانيين، وتحليل المعطيات الواردة عليها، وإعطاء التعليمات لمواجهة أي أمر طارئ، وتأتي هذه الإجراءات الأمنية، في إطار مخطط استباقي للإدارة العامة للأمن الوطني بصفة عامة، وولاية أمن مراكش، على وجه الخصوص، لاتخاذ تدابير وقائية واحترازية، بمناسبة الاحتفالات بنهاية السنة.