هذه رسالة موجهة إلى كل الضمائر الحية في وطني الذي اتسع للقليل وداق صدره بالسواد الأعظم، وطن بترت فيه قلوب الأمهات حزنا على مصير فلذات أبنائهن بين الضياع وواقع أسود اسمه البطالة، قبل أن تبتر خارطته. والسبب واحد سياسات عمياء سنتها عقول عرجاء … لا شك أنكم تعلمون أو تسمعون عن شباب أفنى عمره في التحصيل العلمي، والنتيجة شهادة تخرج نحو عالم مجهول وضعت قوانينه وفق ثالوث مدنس اسمه "السلطة،المال والنسب". شباب تحول حلمه البسيط في الحصول على فرصة عمل تنقده وتنقد معه ما يمكن انقاده من براثين العوز وليس الفقر، إلى كوابيس نهارية أدخلتهم غرف الشك واليأس كمن يلبس بدلة حمراء وينتظر حكم الإعدام الذي تأخر، بل منهم من ينتظر تنفيذ الحكم رحمة به من عذاب الإنتظار. شباب تنكر له الجميع، أحزاب ونقابات وجمعيات … بل حتى الأصدقاء والعائلات مثل كلب أجرب تاه بين الطرقات. هي ستة سنوات قضوها بين الشوارع يصرخون، الجدران سمعت صراخهم وردت الصدى لكن قلوب البشر شمعت وأغلقت بأقفال من اللضى. لست هنا لأدغدغ عواطف أحد ولا أستجدي أحدا، لكن هي أسئلة حيرتني وفقط . لماذا كل هذا الصمت في حق هذه الشريحة المجتمعية ؟ لماذا هذه الإنتقائية في التعامل مع مطالب أبناء الوطن الواحد ؟ ألا يستحقون هؤلاء الشباب أن يمنحوا حق الإستماع إليهم ؟ مجرد الإستماع إليهم … ستة أشهر من الحراك الشعبي في الريف الأبي كانت كافية لأن تفتح قنوات الحوار مع معطلي المنطقة وبطلب من الجهات المسؤولة، بل وتعرض آلاف المناصب ( نعم أعلم الخلفيات والأهداف، وأعلم أن البطالة سرطان آخر يضرب المنطقة. وأستسمح مسبقا على هذه المقارنة ). لكن ستة سنوات في شوارع الرباط لم تشفع لهؤلاء الشباب أن يفتح معهم حوار، مجرد حوار. البطالة واقع واحد في البلاد، والظلم واحد، والاقصاء واحد… إذا كنا سنطالب بتشغيل الشباب في الريف وهذا حق وليس امتياز، فمن باب الإنصاف أن نطالب بتشغيل شباب المغرب في كل مكان. وفي الحد الأدنى أن نطالب بفتح حوار جاد ومسؤول مع حاملي الشهادات العليا في الرباط بعد ستة سنوات…