قالت المندوبية السامية للتخطيط إن عدد النساء بالمغرب بلغ في منتصف عام 2018 نحو 17.67 مليون ، أي ما يمثل أكثر بقليل من نصف سكان المغرب (50.1٪). وأوضحت المندوبية في مذكرة صادرة عنها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يخلد في 8 مارس، أن 18.4٪ من أرباب الأسر سنة 2017 كن نساء، و22.8٪ منهن تعشن بمفردهن.
وأضافت أنه 7 من أصل 10 نساء من أرباب الأسر هن أرامل أو مطلقات، و65.6٪ منهن أميات والأغلبية (75٪) غير نشيطات. المذكرة أشارت أيضا إلى تراجع نسبة وفيات الأمهات، التي كانت 332 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة في سنة 1992، وانخفضت في عام 2017 لتسجل 72.6 وفات لكل 100 ألف نسمة. ورغم هذا التراجع، أكدت مذكرة مندوبية التخطيط أن معدل وفيات الأمهات في المناطق القروية يمثل ضعفي المستوى في المناطق الحضرية، وذلك راجع بالأساس إلى قلة فحوصات ما قبل الولادة في المناطق القروية مقارنة بالوسط الحضري ، حيث إن20.4 ٪ من النساء القرويات الحوامل لم تستفد من هاته الفحوصات في 2018 ، مقابل 4.4 ٪ فقط في المناطق الحضرية. إضافة إلى التفاوتات المهمة فيما يتعلق بالولادة في المؤسسات الصحية، حيث إنَّ 73.7٪ من النساء الحوامل يستفدن في المناطق الريفية منها، مقارنة ب 96٪ في المناطق الحضرية ، وذلك وِفقًا لنتائج البحث الوطني حول السكان وصحة الأسرة لسنة2017-2018. انخفاض قوي للخصوبة وسجلت المندوبية انخفاض الخصوبة من 4,46 طفل لكل امرأة في سنة 1987 إلى 2,2 طفل في سنة 2014، مسجلة بذلك شدة انخفاض شبيهة بفرنسا والتي تقدر بطفلين لكل امرأة. وتراجعت الخصوبة في الوسط القروي من 5,95 طفل لكل امرأة سنة 1987 إلى 2,5 سنة 2014، وفي الوسط الحضري انخفضت إلى طفلين لكل امرأة، مما يعتبر مستوى أدنى من عتبة استبدال الأجيال. ارتفاع الأمية في صفوف النساء بالعالم القروي وأبرزت المذكرة أن واحدة من كل عشر فتيات في سن 7-12 هي غير متمدرسة في المناطق القروية، و 14.8 ٪ من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 24 سنة أميات مقارنة ب 7.2٪ من الفتيان في نفس العمر. وفي سنة 2014 ، ظلت ست من بين كل عشر نساء قرويات أميات ، مقارنة بنسبة 35.2 في المائة بين الرجال القرويين و 30.5 في المائة من نساء المدن. الهشاشة والبطالة وأكدت مذكرة المندوبية السامية للتخطيط أن النساء يعانين من البطالة أكثر من الرجال، فمعدل البطالة لديه، و الذي هو في تزايد مستمر، يظل مرتفعا مقارنة مع معدل الرجال (14 مقابل 8,4% سنة 2018). كما بلغ معدل نشاط النساء بالكاد 22 في المائة سنة 2018، كما يتميز هذا النشاط بهشاشته، ففي سنة 2017 كان ما يقرب من 40,5% من النساء النشيطات المشتغلات (مقارنة ب 9 % من الرجال) يشتغلن كمساعدات عائليات بدون أجر. إضافة إلى أن أكثر من ربع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، أي ما يعادل 1,7 مليون شاب مغربي، لا يشتغلون، ولا يدرسون ولا يتلقون أي تكوين؛ بينهم 80% من النساء. وأشارت المذكرة إلى أن نسبة ولوج النساء إلى المناصب العليا ومناصب المسؤولية في الإدارة العمومية بلغت حوالي 22% فقط سنة 2016، كما كما أنه من أصل 395 نائبا في البرلمان هناك 81 امرأة برلمانية فقط. النساء أكثر عرضة للتعنيف وبحسب المذكرة، فقد بلغ معدل انتشار العنف ضد النساء ضمن مختلف الفضاءات 62,8% ،(67,5% بالوسط الحضري و56% بالوسط القروي)، 55% بالفضاء الأسري، و32,9% بالفضاءات العامة. كما تعرضت حوالي23% من النساء لعنف جنسي في فترة من فترات عمرهن، وكانت النساء الشابات المتراوح عمرهن بين 18 إلى 24 سنة هن الأكثر عرضة للعنف بشتى أنواعه: 79,3% بالوسط الحضري و60,4% بالوسط القروي.